السلام عليكم

هذه التدوينة هي الثالثة من سلسلة التدوين من الهاتف المحمول، كنت قد تركت التدوين من الهاتف المحمول لعدم إقتناعي بجدواه، لكن الظروف الحالية تضطرني لكسر قواعدي الشخصية وقناعاتي القديمة حول الهواتف الذكية واستعمالها في إنجاز الأعمال.


للأسف فإن الظروف الصعبة التي تخيم على مدينة طرابلس لم تتحسن بل على العكس، تزداد سوءا كل يوم، دون بوادر لانفراج الأزمة.

أزمات ثقيلة متتالية تخيم بظلها على المواطن البسيط رجل الشارع، من سعر الدولار وشح العملة المحلية وانخفاض سعرها، والكهرباء التي تنقطع لساعات طويلة. كل هذا يزيد من صعوبة الحياة اليومية، وما يزيد من بشاعة الوضع عيش ملايين الليبيين بين المليشيات المتناحرة والتي جعلت من المدن المأهولة بالسكان ساحة لتصفية الحسابات فيما بينها، وكذلك انتشار ظاهرة السرقة بالإكراه والخطف على الفدية (أسأل الله لكم ولي السلامة من كل شر وسوء).

هذه الظروف تجعل الالتزام بتدوينة أسبوعيا أمرا شديد الصعوبة، وأكره أن أخلف وعدي لقرائي الأعزاء .

أيضا بسبب الأوضاع المتردية لم تدفع مرتباتنا بعد، أجد صعوبة في إقناع نفسي أن هذا الوضع أفضل من الجلوس في البيت بدون عمل، كما أن تكملة الدراسة حتى الآن متعثر ودون توفيق.

يفاجئني دخول العام الجديد والأزمات على حالها قائمة دون بوادر للحل، بل إن الناس تأقلموا معها وتعايشوا مع الوضع الجديد، تماما كما تعلموا تخطي الحفر والمطبات في طرقات بلادنا المتهالكة. بل ووجدوا طرقا للتكسب من هذه الأزمات المفتعلة.

ما يزيد من حنقي وضيقي بهذا الوضع المأساوي، أن الأزمات التي تمر بها بلادنا مفتعلة ولا هدف منها سور تحويل حياتنا اليومية إلى جحيم أرضي.

ليبيا تتذيل القوائم العالمية جميعها والكثير يصنفونها كأسوأ دولة في العالم وأكثرها تخلفا رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة وموقعها الممتاز عالميا، ياله من أمر مؤسف..

طابور الجياع يتقدم، المواطن الليبي مستور الحال سابقا يبحث عن قوت عياله في القمامة أو بالتسول على جوانب الطرقات، أين سيفر المسؤولون عن هذه الكوارث من غضب الله وعقابه؟

التدوين من الهاتف المحمول ليس شديد السوء كما ظننت! كانت تنقصني الخبرة والمعرفة الكافية بتحسين تجربة المستخدم على أندرويد من قبل.

شكرا لك على قراءة هذه التدوينة، وأتمنى من كل قلبي أن تتحسن الأوضاع في بلادنا عن قريب.