بعد مغادرة شركة شلمبرجير قدمت مباشرة على وظيفة معيد بعدد من الكليات، لأنه من الواضح أن هذه كانت رغبة أبي من البداية والتي كان يدفع نحوها بقوة. كما أنني وصلت إلى خلاصة أنني أريد أن أصبح أستاذًا جامعيًا و أن أتحصل على فرصة في الدراسة بالخارج.

وبالفعل وزعت ملفي على عدد من الكليات بانتظار الموافقة والقبول. كما تركت عيني مفتوحتين على الدورات التي يمكنني التسجيل فيها للرفع من كفاءتي، وعند البحث واجهني إعلان متكرر لدورات مجانية بالقرب من ذات العماد. بدا العنوان محيرًا ومحتواه أشد غرابة، دورات مجانية مع دفع رسوم الكرسي؟ خاصة أنه متكرر كثيرًا وبشكل يدفع للشك.

الزيارة

اتصلت بالرقم ليرد علي صوت أنثوي لاه، ولم تعر اتصالي اهتماما كبيرا. لذلك قررت زيارة المكان بنفسي للتأكد.

وبعد عدة مكالمات وصلت لمقر المركز وهو شقة بإحدى عمارات شارع المعري. وحجزت في دورة السكرتاريا و والإدارة والكمبيوتر ومهارة الحوار – أو شيء من هذا القبيل – وأخذت أخي حازم معي ليستفيد ويرفع من كفاءته هو الأخر، لأنه يشغل وظيفة حكومية وأي دورة ستساعده.

شقيقى حازم على اليسار وإلى يساره صاحب المركز وأنا في الوسط وجواري نجيب (أحد الزملاء)

نجحت في الدورة بشكل منقطع النظير وحصلت على درجة ممتاز – لأنه حسب صاحب المركز لا توجد درجة أعلى لمنحها – وسألني ماذا أعمل فقلت له أنني تركت شلمبرجير ويهمني الاحترام فوق كل شيء، فعرض علي التدريب لديه ويبدو أنني لم أسمع عرضه، لكنني قررت لاحقًا أنني أريد أن أعمل في التدريب واتصلت به فوافق من فوره.

صورة لي وأنا أستلم الشهادة

حرب فجر ليبيا أوقفت كل النشاط بالمركز، وكذلك هو لا يعمل خلال الشهر الفضيل، لذلك بدأنا العمل فور انتهاء العمليات القتالية بطرابلس.

بداية التدريب

أول مجموعة كلفت بتدريبها على برامج أوفيس كان فيها طالبتان من أقارب زوجته ، لأنه طلب مني أن أتصرف باحترام زائد، وعندما قلت له أنني أحترم الجميع طلب أكثر من ذلك..

على كل مرت المجموعة على خير وجاءت والدتهم في حفل تخرج الدفعة وكانت سعيدة وممتنة لمجهوداتي، وكان يومًا لطيفًا.

لاحظت أن هذا الرجل اللطيف المبتسم الذي يحدث الناس عن التنمية البشرية ليس كما يبدو عليه، وهو مستعد للكذب وأن يقسم حانتَا من أجل دينار إضافي، وطلباته لا تنتهي التي يطلبها بصفة ودية وهي لا تدخل في نطاق العمل الخاص بي، كإصلاح أجهزة الحاسوب التالفة مثلا وشراء بعض طلبات المركز.

فقد طلب مني حلًا لمشكلة الكهرباء بالمركز لذلك أحضرت له جهاز انفيرتر ليولد الكهرباء من بطارية سيارة لجهاز الكمبيوتر وجهاز العرض، ولأنه بخيل وحسب تعبيره (حني جيران يهود لسنة 1967) أصر على تقسيط ثمن الجهاز الذي دفعت ثمنه كاملًا لصاحبه، ثم أفسده ورفض دفع باقي ثمنه بالتقسيط، لا أدري ما مشكلة هذا الشخص بالضبط.

أبلة أيتيكيت

من ضمن الناس غريبة الأطوار التي يتعاون معها المركز هي مدربة ايتيكت تعمل مع الأمم المتحدة حسب ما تقول، وهي وللمفارقة تفتقر لأصول الإيتيكيت، فهي تشير بإصبع واحد للأشخاص وتتصرف بطريقة فجة وسوقية لا تليق بسيدة ولا حتى بسائق إيفيكو يعمل على خط الهضبة الشرقية، وطلب منا صاحب المركز أن نأخذ دورتها بشكل إجباري على أن تخصم من مستحقاتنا الشهرية، فرفضت لأن هذا يعني بطريقة مبطنة أننا لا نحسن التصرف ونحتاج إلى دورة خاصة.

باب النجار مخلوع؟

في حفل تخرج دورة الإيتيكيت كنت جالسا في مطبخ الشقة أعد لمحاضرتي وكتابي على الطاولة، فقذفت بحقيبتها على الكتاب مغطية إياه وهي تتحدث على الهاتف، ثم دفعت بيدها تهزها في وجهي تطلب قلمًا، فأعطيتها ورقة وقلما بكلتا يدي “على طريقة الايتيكيت اليابانية” وقلت لمن حولي بسخرية “هكي قروكم في الإيتكيت“. جاءت بعد أن أتمت مكالمتها الهاتفية تتعذر لأنها مشغولة، لكن الحكم قد صدر. وفاقد الشيء لا يعطيه!!

ياي!!

أحد غرباء الأطوار الذين أخذوا دورة الإيتيكيت شاب يتحدث بطريقة متكسرة وفيها الكثير من الدلال، أتى بحقيبة وردية فيها كل أواني المائدة لعمل الإيتكيت بما فيها برميل الشامبانيا، واشتكى لمدير المركز من نظراتي المستغربة تجاه عرض السيرك الخاص به، وكل ما كان في بالي أن لدي محاضرة لأعطيها مكان سوق المنزلية هذا.

مائدة الطعام الكاملة كما تبدو لعشاق الايتيكيت

لديه الآن برنامج تلفزيوني خاص به، علمت ذلك من أحد المقاهي حيث كان التلفزيون مفتوحًا عليه، وعلق صاحب المقهى بالقول:

“تفو عليك وعلي عطاك برنامج؟!!”

المظاهر قد تكون خداعة أحيانًا

سارت الأمور عادية لبضع أشهر، كنت أتقاسم تعليم الكمبيوتر مع أستاذ ملتحي غريب الأطوار، كان يعمل سائق سيارة إسعاف يلتقط بها الجثث من الجبهات ويلتذ بمشاهدة تشريحها، ويدعوني لذلك في كل مناسبة. كما أنه ورغم مظهره المتشدد متبسط في الحديث مع الموظفات والطالبات بأسماء الدلع ويتحدث معهم بكل أريحية ويقهقه على النكات ويصفق يديه معهن (خمسطاشات) ويناديهن بألقاب الدلع مثل: منو وهنو وحنو!!

في مرة انتقد “الشيخ” زي إحدى الموظفات، فنادانا المدير معًا ليتحدث إلينا ووجه كلامه إلي بالكامل، وأنا لم أفهم شيئا ونظرت إليها مستفهما فأشارت للشيخ أبو لحية ذاك، وسألته لماذا يوجه كلامه إلي فقال أنه لا يريد توبيخه مباشرة وأنه يوبخ شخصًا غير المخطئ ليتعلم هو والآخرون..

بداية المشاكل

بدأت المشكلة عندما انصرف “الشيخ” لحاله وترك لي الصفوف الصباحية والمسائية، ما يعني أن دنانيره السبع في الساعة ستصب في جيبي أنا، وبالفعل كنت أقضي اليوم بالكامل في المركز أعلم الصفوف وأحاول قضاء الوقت الباقي وأنا أقرأ أو أشاهد شيئا على الهاتف.

كانت هنالك حجرة فارغة بعد أن غادر المستأجر القديم الذي كان يتقاسم الشقة مع مركز الدورات، كنت أجلس فيها وحيدًا لأقرأ بين المحاضرات وكنت أرفض استقبال الطلبة فيها، بل أخرج لهم في البهو ثم أعود إليها وحيدًا. وكان الفاصل بين المحاضرتين كبيرًا، من الحادية عشر حتى الخامسة مساء، والعودة للبيت ثم للمركز في زحام طرابلس العاصمة أثبتت أنها فكرة سيئة جدًا.

جاءتني السكرتيرة وقالت لي أن المدير منع أي أحد من دخول الحجرة وطلب إقفالها، فقلت لها أنه يجب أن يخبرني ذلك بنفسي لأنه هو من قال لي أنني يمكني استعمال الحجرة للجلوس، ولكنها أصرت على إخراجي منها وإقفالها. لذا انتظرت حتى مجيئه وسألته فقال أنه لم يقل لها شيئًا كذلك، ولكن هنالك أمانات في الغرفة يخاف عليها. لقد وصلت الرسالة سيادتك ولا داعي للأساليب الملتوية.

الدفعة المحظوظة

 كان في فصل الصباح ثلاث طالبات واحدة منهم انتقلت للصف المسائي وتركت واحدة منهم الدراسة، وبقيت واحدة فقط اضطررت لتعليمها منفردة، ولما أتى وقت الحساب قال أنه لن يدفع لي لأن فصلًا فيه طالبة واحدة لم يكن ليفتح من الأساس، وقام بخصم المبلغ من السكرتيرة التي أعدت الجدول. وقال لها أن المال المخصوم منها سيدفع للأستاذ وهو أنا باعتبار أنه يعطي دورة الإدارة والسكرتاريا بنفسه. رفضت أخذ المال وقلت له بالحرف الواحد: “أنا الحاجة اللي تطيح مني ما نطبسش نقيمها.”

لذلك قامت الفتاة بمقاطعتي قبل أن تترك المركز (صححت لها ذلك المفهوم لاحقًا) ولأنني لم أخذ المال فقد سقط في جيبه هو، طبعًا.  وكان فصل المساء ممتلئا لكنه لم يعطيني العلاوة التي اتفقنا عليها من البداية، وهذا أشعرني بالإحباط الشديد، فأنا كنت محتاجًا للمال لصيانة السيارة، ولم أكن أريد أن أسحب من حسابي في المصرف للصرف منه (هذا كله حدث قبل أزمة السيولة الخانقة).

كبش الفداء

السكرتيرة بالمركز كانت طالبة جامعية، والدها توفى بالسرطان وترك لهم دينًا ثقيلًا، وبدل أن يساعدها على تحمل تكاليف الحياة كان يحملها مالا تطيق، فكانت تأتي قبله وتفتح الباب و تنظف المركز وتستقبل الضيوف وتعد القهوة والشاي لهم وتغسل الصحون بنفسها. كما أنه يفرض عليها أن تدخل لموقع سوق ليبيا المفتوح بعدة حسابات وأن تغرق الموقع بالاعلانات يوميًا ليضمن لنفسه أكبر حصة من المتدربين.

وعندما غادرت ألف لي قصة حزينة مفادها انه سترها أمام أهلها بينما كانت تذهب لتلهو مع صديقاتها وكذبت عليهم أنها تشتغل لديه، وأنها توسلت له لكي يخفي عن إخوتها لهوها – علما بأنها اتصلت بي وقالت لي أنها عثرت على عمل جديد قبل ذلك بفترة.. أي أن سيادة مدرب التنمية المحترم الذي كان يعلم الناس اﻷخلاق كان يطعن في شرف موظفته السابقة.. ياله من رجل نبيل.

دورات الإعلام

من ضمن نشاطات المركز العديدة والمتشعبة والمثيرة للشك هي الدورات الإعلامية، وإن كنت فتحت الراديو وسمعت صوتًا مثيرًا للغثيان، فأغلب الظن أنه تتلمذ على يدي ذلك السيد الفاضل. ولكي يتفرغ لتدريس بعض المجموعات كان يسند المهام “لأستاذ” أخر من نفس منطقته، مطلّق وهذه أول معلومة تعرفها عنه، وهو مهووس بالمدامات، ويتحدث عنهن طول الوقت. بل أنه أعطى رقمه لإحدى الطالبات – مدام – وطلب منها الاتصال في أي وقت نهارًا أو ليلًا أثناء محاضرة، ما دفع بصاحب المركز لشد ما تبقى من شعره والصراخ – في وجهي أنا كعادته -، لكنني أوقفته عند حده بصرامة هذه المرة. وأكد لي مجددًا أن القاعدة الأولى للمركز هي:

“اللي بيصيع يصيع برا المركز، صياعة مع الطالبات لا.”

إحدى طالبات دورة الاعلام – والتي خصص لها دورة لوحدها – كانت تتشبه بتايلور سويفت، وهي مغنية أمريكية طويلة القامة شقراء، كان يصطحبها والدها إلى المركز ويجلس في مكانه منتظرًا حتى تنتهي، وهي مغرورة حجم غرورها أكبر من كعب حذائها (العالي جدًا).

لماذا ذكرتها؟ لأنه لكي يتفرغ لتدريس تايلور سويفت هذه عهد لجاره عاشق المدامات بالتدريس..

العودة بعد انقطاع

عدت للعمل بعد اصلاح السيارة نسبيًا وأنا أشعر بسلبية تجاه الرجل الذي أكل حقي، وهو لاحظ تغير معاملتي له، لم أصبح سيئًا معه، فقط لست وديًا كما كنت، وأشاع في المركز أنني سأغادر ليجرب مدى تأثير الإشاعة. نعم هو ذلك النوع من الناس.

لقد طلب من حارس العمارة عرض وظيفة وهمية علي ليرى إن كنت سأقتنع، ذلك الشاب بسيط العقل قال لي منذ أشهر أن الفتاة التي يرغب في الزواج بها ستأتي لخوض دورة تدريبية وأنني يجب أن أدرسها جيدَا، ثم إدعى أن صاحبة مركز في قرجي بحاجة لمدربين وأنها تدفع مالًا كثيرًا (وللمصادفة فان اسمها يطابق اسم فتاة أحلامه) لا بد أن المسكين ظن أن ذاكرتي كذاكرة السمك الذهبي.

السمك الذهبي مشهور بذاكرته القصيرة

بل إن صاحب المركز وصل لدرجة من الخبث والتأمر أنه يجتمع بالطالبات منفردات ويطلب منهن فتح كلام معي لاختبار إن كنت أنساق في الحديث معهن أم لا؟! وعرفت هذا منهن مباشرة – لسن عميلات مخابرات جيدات بصراحة!– لا أدري مالذي يدور في ذهن هذا الرجل حقيقة!

ربما لا يعرف أنني شخص محترف لا يخلط العلاقات بالعمل، هذه مشكلته حقيقة.

مساعدون بلا كفاءة

كنت أعطي المحاضرة الصباحية لكن مفتاح المركز لم يكن لدي – رغم أنني من اشترى القفل والسلسلة كجزء من الخدمات اﻷخوية التي كان يطلبها – وكنت أنتظر تحت العمارة حتى تفتح السكرتيرة الباب، وأستطيع أن أقول بكل حرية أن سكان العمارة لم يرحبوا بفكرة مركز دورات مختلط، بل أن بعضهم كان يتصرف معنا كالغزاة. بل إن بعض الطالبات كن يرفضن القدوم بمجرد فهم مكان المركز وأنه عبارة عن شقة داخل عمارة سكنية، هل الأمر بذلك السوء حقيقة؟

كنت أنتظر أي من كانت تعمل لديه هذا الأسبوع ضمن برنامج “الاحتكاك الوظيفي” لكي تأتي وتفتح الباب، واضطررت للصراخ على إحداهن في إحدى المرات.

حيث حضرت متأخرة ساعة كاملة عن موعد المحاضرة وأنا والطلبة تحت العمارة ننتظر، ولاحظت أن يديها حتى المرفقين مخضبتان بالحناء وشعرها مجدول بضفائر صفراء صناعية وصوتها مبحوح ما دل أنها كانت في عرس الخميس (المحاضرة كانت يوم السبت)، صعدت خلفها وبدا عليها الضيق من توبيخي لها وقالت أن لديها “ظروف”:

-وين يا أبلة فلانة، ساعة تأخير.

=ظروف يا ستاد.

-يديك محنيات وصوتك هارب، ماشية تدربكي في عرس مش ظروف.

=لا كيف تقول هكي يا ستاااد.

-مدخليش في شن تديري في حوشكم أنا عندي محاضرة التسعة الباب يكون مفتوح والطلبة في القاعة، مش شوري، بري نادي الطلبة صبح; مش تعيطي عليهم من الروشن، انزلي لوطا ناديهم.

فقامت هذه الأخيرة بشكواي إلى مدير المركز، الذي أنبني على كلامي فقلت له:

انت مش مقايللهم استاذ معاذ زي خوي وكلمته تمشي عالكل؟ كيف تلوم عليا لما مخلية بناويت الناس في الشارع؟ طالبات دافعات حق الدورة المفروض من التسعة وهما يقرو.

الدورة الفاصلة

المرة الثانية قال لي صاحب المركز أنه سيقوم بعمل دورة تدريبية لسيدات جمعية خيرية (من منطقته كذلك) على استعمال الإنترنت ووسائل التواصل، وأنه من طيبة قلبه تكفل بدفع مستحقات مدرب الدورة وأنه منحها لهم مجانًا.

وبالفعل أعطيت السيدات دورة (منهم الطالبة وجه النحس التي درستها منفردة)، الطريف في الأمر أنهن لم يكن متفرغات وأنه كان عليّ أن أعطيهم دورة متفرقة، وفي كل مرة يتم التأجيل لسبب أو لأخر. أنا أجلت ليومين بسبب امتحان القبول في الكلية الذي أقيم على يومين منفصلين.

من ضمن الكلام الفارغ الذي قاله لي بعد أن ذهبت لامتحان القبول في الكلية أنني عثرت على مكان أفضل، وأنني مثل البقية “نجري ورا الفلوس” وأنني بدون مبادئ وكلام عجيب كهذا. فذكرته أنني أعمل هنا بانتظار التعيين، وليس طموحي إعطاء دورات الكمبيوتر وتناول الحلويات كل يوم خميس في يوم التخرج اﻷسبوعي. وعلى كل يبدو أنه لم يطلع على مرتبات المعيدين السخيفة، عفوا السخية..

في المرة الثالثة أتيت حسب الموعد الذي حدده لي وكان يسد علي باب المركز ليمنعني من الدخول، وقال لي أنني أخطأت السمع وأنني مثل باقي الشباب لا أركز، لكنني عندما حاصرته بأقواله أدخلني وقال أنه بدون سكرتاريا المركز ينهار وأنه بحاجة لمساعدة جديدة، ووعدني أن الدورة ستكون في موعدها. كما أكد أن السيدات دفعن مبالغ رمزية لتعلم دخول الانترنت (في البداية كانت دورة مجانية من كرمه وحسن أخلاقه).

صورة لأيفيكو لمن لا يعرفه

جئت في إفيكيو للمركز لأن سيارتي كانت في الورشة لأعرف منه أنهن أجلن الدورة مرة ثالثة، فقلت له أنني انتهيت منهن ولن أدرسهن مرة أخرى، وأن احترام الموعد قيمة مهمة. وتوسل إليّ أن أحضر في الغد لتدريسهن. فرفضت وخرجت.

في اليوم التالي وجدت أنه غير موعد محاضرتي لتلتصق بمحاضرة نادي الأرامل ذاك، وعند خروجي من المركز سد علي باب الخروج هو (وعاشق المدامات) وقال لي أنه إن أردت ألا أدرسهن فعلي قول ذلك لهن  مباشرة– كان لديه 24 ساعة لإعلامهن بأنني أرفض تدريسهن وأن يحجز لهن موعدًا أخر – فخرجت رغم أنه كان يسد علي الباب، وأخر ما قاله لي كان: “هذا قدر المركز عندك؟” فقلت له أنها ليست مشكلتي..

لاحقًا عدت لاستلام باقي مستحقاتي وشهادة خبرة بالساعات التدريبية، ولم أعد إليه منذ ذلك الحين..

أعتقد أنني أعطيته أهم درس يمكنه تعلمه: احترام الكلمة، واحترام الموعد.

حسنًا، لم تكن هذه التجربة ايجابية تمامًا، ولكنني تعلمت الكثير خلال هذه اﻷشهر التي عملت فيها في مركز القناة الدورات والخدمات الإعلامية والتدريب..

هل سبق لك التعامل مع شخص مثل هذا، كيف كانت تجربتك وماهي الدروس التي خرجت بها؟ شاركني في قسم التعليقات لتعم الفائدة.