تبدأ حكايتنا هذه، عندما تلف قرصي الصلب، والذي سنرمز له خلال هذه القصة بأسرها بالهاردسك. وذهابي لمحلات الظهرة للبحث عن صيانة ملائمة له. وخيبة أملي عندما علمت أنه لا يمكن صيانة الهاردسك بالوسائل التقليدية، وأنه يتحتم علي دفع مبلغ محترم لاسترجاع البيانات، وشراء قرص بديل ..
البحث عن بديل
لذلك بدأت من النقطة الثانية، وهي البحث عن قرص بديل، فبدأت بالتجول بين المحلات المختلفة، وطرح أسئلة حول الموضوع، وما صدمني هو نطاق الأسعار! حيث لم أعثر على قرص جديد بعلبته من سعة 1 تيرا أرخص من 380 دينار! وتتعدى ال 500 دينار في حالة رغبتي في الحصول على قرص 2 تيرا!
أتذكر بوضوح أنني اشتريت حاسوبًا كاملًا بمئتي دينار قبل بضع سنوات، وعرض عليّ حاسوب محمول من ماركة (ThinkPad) قبل بضعة أشهر (بقرصه الصلب مدمجًا معه)، في حدود 500 دينار. لذلك هذا المبلغ لأجل قرص هو غال جدًا، ولوجود إطار معرفي سابق بأسعار السوق، رفضت دفع هذا السعر المبالغ فيه، وقررت البحث عن حلول أنسب قليلًا للميزانية المتواضعة التي وضعتها لهذا اﻷمر.
حلول أخرى
دونت عن تحويلي لأقراص انتزعتها من حواسيب قديمة لمخازن اضافية، فقمت بتفريغها، ووضع بعض البيانات عليها كنسخ احتياطية من ناحية، ووضع بعض البيانات عليها، لتفريغ المساحات.
كما وضعت نسخة من بعض البيانات المهمة على ال SSD الخاص بي لتظل محفوظة هناك في علبته. ولأستفيد من مساحة القرص بدل أن تظل مهدورة ..
الرحلة الغير متوقعة
بعد بضعة أيام ذهبت لمحل أتعامل معه لشراء نوعية من الأقراص تعرف بالمستخرجات، أو ال Pull Out. وهي الأقراص التي تنتزع من الحواسيب المحمولة التي يتم استيرادها سواء جديدة أو مستعملة، وتستبدل بأقراص SSD الأسرع والأخف وزنًا. وتباع بسعر أقل كونها مستعملةـ وغير مرغوبة من الجمهور الباحث عن اﻷسرع، واﻷفضل.
عثرت على قرص من سعة 320 غيغا بايت بمبلغ 30 دينار! وهو فرق خيالي ما بين الأسعار في الظهرة، وهذا المحل في زرقاء اليمامة، لذلك سارعت بشراء القرص بعد تجربة أنه يعمل، وعدت به إلى المنزل لرؤية ما بداخله، لأن المهندس قال أنه لم يقم بفورمات – مسح محتويات القرص -.
يجب طبعًا ألا تقارن شراء قرص جديد بعلبته، بقرص مستعمل من داخل حاسوب محمول. ولكن في بعض اﻷحيان، الظروف تحكم.
قرص غريب!
ركبت القرص داخل الوصلة الخاصة بي، ووصلت القرص بالجهاز، لأجد عليه عدة مجلدات كل منها اسمه غرفة (Room) ومرقمة تصاعديا من 1 وحتى 9. هنا شعرت بالفضول الشديد، ماذا لو كانت هذه ملفات إحدى الغرف الحمراء التي يتحدث عنها الجميع على الويب المظلم، ياله من اكتشاف مروع!
لذلك قمت بالاقلاع مباشرة من القرص، لتطالعني نسخة من ويندوز 10 للمؤسسات، وبداخلها منظومة مدرسة في أستراليا، مغلقة بكلمة سر!
شعرت بخيبة أمل بصراحة! منظومة مدرسة ابتدائية – حسب ما أظهر لي بحث سريع على الانترنت – هو أكثر الأشياء مللًا في العالم!
لماذا هاردسك أسترالي يباع في أحد محلات زرقاء اليمامة في (غوط الشعال)؟ وكيف قطع الحاسوب المحمول كل تلك المسافة من تلك البقاع البعيدة ليصل إلى هنا؟
كان يمكنني التوقف هنا، ومسح كل المحتويات ومتابعة حياتي، لكن إن كنت تظن أنني فعلت ذلك، فأنت لا تعرفني على الإطلاق، وقررت السير في الشوط حتى نهايته، لأن الفضول كان يقتلني لمعرفة ماذا يوجد خلف كلمة السر هذه؟
كيف يمكن كسر حماية كلمات سر ويندوز؟
ليس هناك نظام منيع بنسبة 100%، هذه أول قاعدة تتعلمها في أمن المعلومات، وطالما أن القرص بين يديّ وتحت سيطرتي، فلدي كل الوقت في العالم لفك الشيفرة، والوصول للكنز المحتمل الموجود خلف الجدار الإلكتروني ..
بواسطة بعض الأدوات مفتوحة المصدر، التي يمكن العثور عليها تحت توزيعة Parted Magic. قمت بجعل كلمة السر الخاصة بمسؤول النظام خاوية، وكنت على موعد مع البيانات بمجرد الإقلاع إلى النظام ..
لا شيء يذكر!
باستثناء بعض البرامج التي لم يسبق لي رؤيتها من قبل، كان الجهاز نظيفًا، وخاويًا على عروشه. ويبدو أن من قام ببيعه مسح كل البيانات المهمة من عليه قبل أن يقوم بتخريده. لأني أستبعد أن يقوم اللص بمسح ملفات الطلبة، وبياناتهم، أو شهاداتهم. وهي بيانات كنت لأتواصل مع المدرسة في حالة وجودها لأعرض عليهم إعادتها لهم، لكنني لم أجد شيئًا يستحق الذكر. وإن كان إحتمال أن الحاسوب بيع مسروقًا لا يزال قائمًا ..
فلتحيا البطاريق
وما لفت نظري أن هذه المدرسة تستخدم برامج حرة ومفتوحة المصدر في العملية التعليمية، ربما لتوفير النفقات، أو لأنهم يعتمدون سياسة المصادر الحرة. في كل الأحوال هذا شيء لطيف ويسرني معرفته، حتى إن كان لا يعنيني بأي حال من الأحوال.
بعد كل هذه المجهودات، وشعوري مثل الهاكر (مستر روبوت) في حلقة من حلقات المسلسل الشهير، إلا أن “نقبي كان على شونة”، ولم يكن الأمر يستحق كل ذلك العناء. وانتهى بي الأمر بمسح كل محتويات القرص، وتخزين أشياء أخرى عليه، ليصبح هو القرص التخزيني حاليًا، حتى تتحسن الأسعار، أو أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
في الختام
ماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل سبق لك شراء قرص مستخرج من حاسوب محمول؟ ما هو أغرب شيء عثرت عليه داخل إحدى هذه الأقراص؟ شاركني في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.