لماذا هذا الكتاب
في البداية فوجئت بإسهامات هذا الرجل الذي ينتمي لدولة نامية، فهو مؤلف ومؤسس لإمبراطورية إعلامية وأيضا عضو في مجلس الشيوخ، وساهم في النتاج الفكري لبلاده بإصدار كتاب وطرحه مجانا للتحميل كهدية يوم مولده إلى العالم.
ولم أستطع سوى أن أقارنه بمن يمارسون السياسة في بلادنا، والذين لا أذكر لهم أي مساهمة فكرية مهما كانت ضئيلة، وإن تواجدت مثل هذه المساهمة فأرجو ممن يعلم ذلك إبلاغي وأتعهد بذكرها في هذه التدوينة من باب الإنصاف..
مفاجأت غير متوقعة
لم أكن أعرف أن نيجيريا تشبه ليبيا بهذا القدر! نيجيريا بلد ثري يعتمد في دخله على النفط، ويعاني من مشاكل مع المليشيات والإرهاب، وأيضا قدر كبير من العنصرية والجهوية، وفساد مهول في القطاع العام وباﻷخص في القطاع النفطي، ودعم كبير للسلع التموينية والمحروقات من الدخل القومي!
ما هي الحلول التي يسردها السيناتور بيل موري في كتابه؟
ينادي السيناتور بيل موري بالعودة للمنطق الفطري واستخدامه كأداة للحكم على اﻷمور، من إدارة شؤون البلاد والصراع بين الوزراء، وكيفية إدارة مصافي النفط بشكل فعال، والعمل على مصادر أخرى للدخل غير أموال النفط، كما تحدث عن دعم الصناعة المحلية وعدم صرف العملة الصعبة في شراء سلع تنتجها نيجيريا محليًا، أو سلع رفاهية زائدة كأعواد اﻷسنان!
هل يستطيع بيل موري إحداث تغيير؟
إن أي جهد للنهوض بالبلد من براثن الفساد والرشوة والواسطة والمحسوبية ستصطدم بمصالح رؤوس اﻷموال والسياسيين الفاسدين، الذين سيعملون قصارى جهدهم لإسكات أي صوت يدعو للشفافية والعدالة والمحاسبة. وليس هناك من حل سوى بوعي الشعب بما يحاك له ووقوفه مع العدل.
هل نحتاج في ليبيا إلى المنطق الفطري؟
نعم، وبشدة! أكثر من أي وقت مضى.. نحتاج إلى أن يقف الشعب ويفكر قليلًا في عواقب أفعاله، وإلى ماذا تقوده أفعاله الحالية؟ دونت شيئًا مشابهًا في تدوينة من الملام، أعتقد أن هذه التدوينة مكملة لها وتلتقط طرف الخيط الذي تركته تلك التدوينة.
هل يجب أن ننتظر ظهور ( بيل موري) ليبي يدعو إلى استعمال المنطق الفطري؟
لماذا لا نستفيد من التجربة كما هي؟ ما دامت الظروف مشابهة لظروفنا والمشاكل هي نفس مشاكلنا؟ إذا من اﻷمن أن نفترض أن هذه الحلول لو طبقت ستحل المشاكل نفسها. أو بإمكاننا أن نفني بعضنا بجهويتنا وعنصريتنا، وبالفساد الذي نغرق فيه حتى النخاع إلا من رحم الله.
حلول وأفكار واقتباسات من الكتاب تناولتها بتصرف
- توفير قروض – غير ربوية – للشركات الصغيرة وتسهيل إجراءات فتح الشركات. أمريكا مثالا على سهولة الإجراء وعدم تعقيدها. هذا يشجع اقتصاد ريادة اﻷعمال بدل من تضخم ديوان الدولة ليوظف كل مواطني الدولة!
- رفع الدعم عن الوقود ومحاربة السوق السوداء.
- عدم تضييع العملة الصعبة في صرف اعتمادات لجلب السلع الغير مهمة (سلع الرفاهية) والسلع التي لها نظائر منتجة محليا.
- نبذ القبلية والجهوية والطائفية والالتفاف حول مصلحة الوطن الواحد.
- الإنفاق على التعليم أفضل من الإنفاق على الأمن. اﻷقاليم التي يتفشى فيها الجهل يتفشى فيها التطرف والإرهاب.
- العلم يحارب الإرهاب.
- الرجل الجائع يجوع يوما واحدا. والرجل الجاهل يجوع عمره بأسره.
- الطريقة التي تمثل بها نفسك على مواقع التواصل وتتحدث عن بلدك هي ما سيعلق في أذهان الأجانب. وليس خلافاتكم القبلية والعرقية..لا أحد سيفسر كلامك على أنك من الشرق او الغرب. بل سيمثل بلدك ككل..
- بدل من تفريق الصف وتعميق الاختلاف، لا بد من جمع الصفوف من أجل مصلحة الوطن الواحد.
- وسائل التواصل لم تطور من أجل تبادل السب والشتم عليها. بل لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار بين المستخدمين.
- إهانتك لبلدك هي دعوة للغير لإهانته على الملأ..
- الإنفاق الحكومي يجب أن يكون على قدر الحاجة. وعلى قد لحافك مد قدميك!
- لا تعد اختراع العجلة، إن كان لدى أحد مشروع طموح وقابل للتطبيق ينبغي تبنيه ودعمه.
- القائد لا يشكو، بل يجب أن يمثل الاتزان والقوة لمن يقودهم. بدل إلقاء اللوم وبث الشك في صفوف اﻷتباع والمريدين.
شعار السيناتور بيل موري
أنا بيل موري، وأريد فقط أن أعتمد على المنطق الفطري!
الكتاب يقع في 110 صفحة من المقطع المتوسط، وهو كتاب سهل القراءة ومتوفر للتحميل بشكل مجاني من موقع السيناتور، شريطة اشتراكك في القائمة البريدية ليصلك رابط التحميل.
يبدو أن الموقع لم يعد يعمل. لذلك قررت أن أرفعه بنفسي، ويمكن تحميله من هذا الرابط.
في الختام
هل تفكر في قراءة هذا الكتاب؟ وهل تعتقد أن المشاكل التي في نيجيريا تشابه مشاكلنا؟ وهل الحلول التي يطرحها السيناتور قابلة للتطبيق لدينا؟
رجاء أثري هذه التدوينة بمساهمتك وتعليقك عزيزي القارئ..
ملاحظة: هنا وفيت بوعد جزئي وهو الاستمرار في مراجعة الكتب.
ملاحظة 2: الاستاذ عابد قام باقتباس بعض العبارات من تدوينتي في تدوينته حول افريقيا في يومها، طالع الاقتباس من هنا.
ملاحظة 3: نشرت تدوينة اﻷستاذ عابد وتعليقها في صحيفة فسانيا