كل عاصمة عربية لها سوق الكتب المستعملة الخاص بها. القاهرة بها سور الأزبكية. وببغداد شارع المتنبئ. وقس على ذلك فلكل مدينة مركزها الثقافي وقلبها النابض. وطرابلس ليست باستثناء من ذلك.. في طرابلس سوق حديث “نسبيًا” يبيع الكتب المستعملة على قارعة الطريق.

(لا يخلو أي سوق شعبي مثل سوق الجمعة من باعة يبيعون كتبا مستعملة، لكنها ليست دائمة الحضور ولا يمكن اعتبار هذه الظاهرة سوق كتب بحد ذاته).

أين تجد هذا السوق؟

على بعد أمتار قليلة من قلعة السرايا الحمراء باتجاه شارع (عمر المختار) يصف هؤلاء الباعة معروضاتهم بشكل أنيق وجميل. ويتوقف المارة من كافة مشارب الحياة لتأمل الكتب المعروضة للبيع. قبل عدة سنوات كانت هذه الكتب تباع خلف المصرف المركزي، لكن هذا مكانها الجديد الآن (وهو ما يفسر لماذا لم أمر بها من قبل).

ما هو شكل المعروض من الكتب؟

كتب من مختلف المواضيع واللغات. قد تجد كتابا (للمنفلوطي) يجاور رواية مترجمة (لغيوم ميسو). وكتب علمية وأدبية في مختلف المجالات. والثالوث الشهير الذي أتجنبه في كل مكتبة ومعرض كتاب: (كتب الطبخ، وكتب تفسير الأحلام، وكتب التنمية البشرية). باختصار، الجميع سيجد هنا كتابًا يلائم ذوقه.

كيف هم الباعة؟

باعة الكتب الذين التقيتهم ودودون للغاية، وسعيدون بتقديم المساعدة والنصيحة حول الكتب المعروضة. كما أنني لم ألتق بواحد منعني من تصوير معروضاته (قمت بأخذ الإذن من كل الباعة قبل التصوير). كما أن طريقتهم في ترويج البضاعة جميلة وجذابة تشجع على الشراء منهم. أجد صعوبة في مغادرة مثل هذه الأماكن خال الوفاض دون كتاب أو أكثر بين يدي!

لماذا هذا الأمر شيء جيد وصحي؟

  1. تنفي عن الثقافة والمثقفين صفة البرج العاجي الذي تضع “النخبة” نفسها فيه بمعزل عن الجموع. فهي تضع الكتب في متناول رجل الشارع مباشرة.
  2. أسعار الكتب المعروضة في المتناول تمامًا. معظم الكتب المعروضة هي بأقل من عشرة دنانير ليبية (السعر الرسمي للدولار = 4.48 دينار). هناك كتب أغلى قليلا من ذلك لكن هذا استثناء وليس القاعدة. يمكنك بميزانية بسيطة الحصول على كتب تكفي لسنة كاملة من القراءة وملء مكتبة كاملة..لكن أرجوك، لا تشتري الكتب لغرض الزينة!!
  3. بيع الكتب المستعملة يعطي حياة جديدة للكتب القديمة. بعض الكتب توقف طبعها ولن تجدها في أي مكان سوى هذه الأماكن (وجدت كتاب الطيور الليبية في مكتبة، وليس عند بائع أرصفة). إن كان لديك كتاب لم تعد بحاجة إليه فمن الأفضل أن تتبرع به أو تستبدله بكتاب أخر.
  4. إضافة جميلة للمشهد الثقافي العام.
    أتمنى أن يزيد عدد هؤلاء الباعة، وأن يزيد المعروض من الكتب. وأن يكون هناك يوم نجد فيه سوقًا كاملا في طرابلس لبيع وشراء الكتب المستعملة. بدلا من عدة بسطات متفرقة حول المدينة. فبمثل هذه الأماكن ترتقي الأمم.

ختامَا

هل هناك سوق كتب مستعملة في مدينتك؟ هل سبق لك شراء كتاب من بائع كتب مستعملة؟ هل تفضل شراء كتبك جديدة؟ أم أنك لا تبالي بحالة الكتاب الذي أمامك طالما يحتوي المعلومة التي تبحث عنها؟ شاركني بوجهة نظرك في قسم التعليقات.

تحديث

عرج الأخ عبد الله المهيري على هذه التدوينة بتدوينة له. يمكن مطالعتها من هنا.