أثناء دراستي بالمعهد كنت أرافق شلة من الشباب يدرسون معي. كان مقياسهم للرجولة هو فعل ما يغضب الله عز وجل، وكان نصيبي عندما أقول أن كذا حرام، وكذا عيب السخرية والاستهزاء. في أعينهم كانت رجولتي ناقصة لأنني أذاكر دروسي وأحضر المحاضرات، ولا أتي ما حرم الله.

وأحاول جاهدًا التخرج وإيجاد عمل ملائم. أنت تعلم، قصة كفاح تقليدية.

“أنت مش راجل”

  • أنت لست رجلًا لأنك تستأذن والدك قبل الخروج من البيت.
  • أنت لست رجلًا لأنك لا تسهر في الليل خارجًا.
  • أنت لست رجلًا لأنك لا تسافر إلى الخارج لفعل ما يغضب الله.
  • أنت لست رجلًا لأنك لا تدخن النارجيلة.
  • أنت لست رجلًا لأنك تسمع كلام والديك.

هذه بعض العبارات التي كنت أسمعها بشكل يومي، والتي كانت تأتي كردود على رفضي لفعل ما يخالف تربيتي، وقيمي.

وجدت نفسي في صراع بين ما رباني عليه أهلي، وبين ما يتحدث عنه رفاقي. هذا الشد والجذب الأخلاقي قد يحدث لأي شخص. وليس لي أنا فقط.

في نهاية المطاف

لم أستسلم لضغط الرفاق ولله الحمد. ولم أعد أرافقهم أو أصادقهم، وفضلت الوحدة على رفقتهم. وأعتقد بعد كل هذه السنوات أن قراري بالتوقف عن التسكع معهم كان صحيحًا.

أيام الدراسة التي كان من المفترض أن تكون أجمل أيام حياتي. تحولت إلى وقت تعرضت فيه للتنمر، فقط لمحاولتي التمسك بمبادئي.

في الختام

عزيزي الأب، عزيزتي الأم. راقبوا أخلاق أصحاب أبنائكم، وبناتكم. فهم قد يكونون وبالًا عليهم. ويجرونهم نحو الرذيلة وما حرّم الله. لا تعتقد لوهلة أن هذا لن يحدث لك، التفاحة الفاسدة يمكنها إتلاف صندوق كامل من التفاح.