نحن نعيش في عالم استهلاكي. كل رسالة إعلانية تتلقاها تحثك على شراء شيء ما. الهاتف الجديد من الشركة الفلانية، أو السيارة العلانية من المصنع الفلتاني. لا أحد برئ من هذا الزعم، ولا حتى العبد لله – نعم، مدونتي بها إعلانات، الكثير منها تجاري، ولا أحد يفعل شيئًا مجانًا، ماشي؟ -.

في هذه التدوينة أناقش دراسة حالة حول كيفية الاستفادة من الموارد المتاحة، ومقاومة إغراء شراء الجديد.

حدث كارثي

كما دونت من قبل فقد نزحنا من منزلنا، وعدنا لنجده شبه مدمر. وأمضينا وقتًا طويلًا في عملية الصيانة. أجل والدي – حفظه الله – صيانة الباب الحديدي حتى النهاية. وكان في البداية يريد تغييره بالكامل.

الباب قبل الصيانة

عندما أتى دور الباب، قلت لوالدي أنه ربما من الأفضل صيانة الباب، عوضًا عن شراء باب جديد، وذلك لسبب وجيه.

حسبة باب جديد

ثمن باب جديد من الحديد بنفس مقاسات بابنا، يقارب ثلاثة آلاف دينار. (الدولار 4.47 دينار)، لا تشمل تكاليف النقل، والتركيب.

بينما إن قمنا ببيع بابنا كخردة، لن يساوي ثمن نقله حتى كراج الخردة!! (40 دينارًا).

وجدت أنه وبحسبة بسيطة: الفرق بين الباب القديم، والحديث .. 75 ضعفًا!

ذلك أن الحديد يباع بالمتر المربع، وحسب نقش الحديد وسمكه يزداد سعر المتر. بينما يباع الحديد الخردة بالكيلو جرام، وسعر الكيلو جرام من الحديد الخردة منخفض جدًا. عشرون قرشًا للكيلو. (الدينار = 100 قرش).

حلول بديلة

طلبت من والدي إحضار حداد للمنزل ليقيم حالة الباب، إن كان يستحق الصيانة وتكلفته أقل من ثلث تكلفة الباب (المواد واليد العاملة) إذا فهو من وجهة نظري يستحق الصيانة.

بالفعل حضر حداد إلى المنزل وكان رأيه أن الباب يحتاج إلى بعض الصيانة، ولكنه سليم بشكل عام. وغير منطقي التخلص منه والحديد سليم ولم ينل الصدأ من أساسه.

قام الحداد بتقدير سعر المواد واليد العاملة بحدود 350 دينار (لا تشمل طلاء الباب). رأيت أنا ووالدي أن هذا ملائم تمامًا. اتفقنا مع الحداد أن نأتي به صبيحة يوم من الأيام ليقوم بالتصليح، وقام بعمله على أكمل وجه. قام باستبدال العوارض الصدئة، وقام بلحم الصفائح المكسورة، وتغطية ثقوب الرصاص ولحمها.

صورة الباب بعد لحم العوارض الصدئة وثقوب الرصاص

أيضًا، قررنا توفير بعض التكلفة، بشراء الطلاء وطلائه بأنفسنا. عوض إسناد المهمة لعامل أو للحداد نفسه. للمزيد من التوفير. خاصة أن والدي قد قام بطلاء الباب من الأساس.

الطلاء

قمت أنا ووالدي بشراء طلاء الأساس (قطرامينا)، وبعض الألوان الأخرى كالأسود، والفضي. وعلى مر بضعة أيام قمنا بطلاء الباب بالكامل. تخلل العمل بعض الفواصل بسبب هطول المطر.

الباب بعد طلاء الأساس (قطرامينا)

لم تتكلف العملية برمتها خمس ثمن باب جديد، وحافظنا على مواردنا من التلف. صحيح أن طراز الباب قديم وغير معاصر. لكنه يقوم بعمله بكفاءة. وهذا هو المطلوب في النهاية.

المال الذي وفرناه، قمنا بتوجيهه إلى بنود أخرى بحاجة للصيانة.

الباب بصورته النهائية بعد الطلاء

في الختام

هذا كان مثالًا حيًا حول مقاومة الثقافة الاستهلاكية، والعمل مع الموارد المتاحة. إصلاح ما يمكن إصلاحه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موارد. هذا التفكير ليس دائمًا صحيحًا. أعتقد أن الخطوة المحورية كانت الحوار مع الحداد وأخذ رأيه المهني في المسألة (وليس الرأي التجاري، لأنه سيفضل بابًا جديدًا). وطالما أن الفرق شاسع بين الصيانة والتغيير. الصيانة هي الطريق الصحيح.

ماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل مرت بك حالات مثل هذه؟ هل تعتقد أن الصيانة هي الحل الأمثل في هذه السيناريوهات؟ أم أنك تؤثر رمي الطفل مع مياه الحمام؟ شاركني برأيك في صندوق التعليقات.