كنت قد دونت في حديث الأربعاء من الأسبوع الماضي، عن مفاجأة سيسر لها العديد من القراء. هذه المفاجأة التي وعدت بها أتت أسرع مما توقعت!

سأتحدث اليوم عن شراء كمبيوتر صخر! ما هي الأسباب التي دفعتني للشراء، وما هي المعلومات التي لدي عن هذا الحاسوب الشخصي؟

كمبيوتر صخر هو من انتاج شركة العالمية، التي تخصصت في تقنيات (المعالجة الطبيعية للغة العربية). وقامت بتسويق كمبيوترات MSX اليابانية في الأسواق العربية (بالتعاون مع ميكروسوفت الأمريكية)، وأدى نجاح هذا المشروع لظهور عدة موديلات في عدة دول عربية:
1. المثالي، والمثالي 2 في المملكة العربية السعودية.
2. الوركاء (في العراق).
3. الفاتح (في ليبيا).
وهذه التدوينة ستكون مخصصة للجهاز الثالث (كمبيوتر الفاتح)، حيث أنه جهاز ليبي تم تسويقه في ليبيا من قبل الشركة العامة للإلكترونات – وهي جهة عامة دونت حولها في أحد أحاديث الأربعاء -.

ما هو الموديل الذي قمت بشراءه؟

الموديل الذي قمت بشراءه هو (الفاتح 100)، وهو يكافئ صخر AX170. وعثرت على هذا الجهاز في أحد مجموعات الأشياء القديمة (الأنتيكا)، فتواصلت مع البائع وقمت بشراءه، لأنه كان صفقة ملائمة في ذلك الوقت (ما يعادل 15$ دولارًا)، وأيضًا هي قطعة من التراث الليبي التقني أود ضمها إلى مجموعتي.

وإن كانت حالته غير مضمونة، فقد أكد البائع أن الضوء اﻷخضر يضيء عند توصيله بالكهرباء، لكنه لم يقم بتوضيح أي شيء آخر. كما أنه لا ملحقات مع الجهاز، مثل أشرطة البرامج، أو أذرعة التحكم.

ولكن لأنها تستخدم أذرعة تحكم سيجا (الجهاز الذي أمتلك، وأحب)،

وأن البائع وضع لي كتابين فوق البيعة: أحدهما دليل المستخدم الخاص بالجهاز، والآخر دليل البرمجة بلغة بيسك.

فقد أخذت الموضوع على أنه مخاطرة منخفضة التكلفة.

ما هي حالة الجهاز؟

الجهاز في حد ذاته ليس في أفضل حال، ولا أعني بذلك أنه جهاز قديم (فهو مصنوع سنة 1986، ما يجعل عمره يقارب الأربعين سنة).من المتوقع أن يكون البلاستيك مصفرًا لتعرضه للشمس.

هنا صورة للجهاز من أسفل، وتحت ملصق التحذير المبلل الذي ذاب مع الغسل تستطيع مشاهدة فرق اللون واضحًا، وجليًا!

صورة توضح لون البلاستيك مع اللون الذي كان تحت الملصق التحذيري

المشكلة الحقيقية إن عددًا من المفاتيح في لوحة المفاتيح مهشم تقريبًا، وذلك لا يمكنني من الدخول للبرامج الخمسة المخزنة بذاكرته.
كما أن أحدهم قد قام بقص فيشة الكهرباء، فقمت بتركيب واحدة لكي يكون توصيله بالكهرباء أمنًا.
ولما وجدت أنه لا يستطيع أن يلج سوى البرنامج الأول على الذاكرة. قمت بفكه بالكامل، مستعينًا بالخبرة التي راكمتها من مشاهدة فيديوهات (The 8 Bit Guy). ووجدت أن الجهاز قد تعرض لضرر مائي في وقت ما من حياته، حيث أن الدرع الفولاذي أسفل اللوحة الرئيسية صدئ بالكامل، ولو أن الصدأ لم يصل للمكونات الداخلية، والحمد لله.

قمت بتنظيف ما استطعت تنظيفه من المكونات الداخلية، والحكم لك عزيزي القارئ.

الصورة الأولى للجزء السفلي قبل الغسل، حيث المعدن الصدء ملتصق بالهيكل.

والصورة الثانية بعد الغسل.

كما أعتذر عن رداءة صور الشاشة، الشاشات ال CRT صعبة التصوير حقًا!

لحسن الحظ أن لدينا تلفزيونًا قديمًا لم يسرق، ولم نقم ببيعه. وإلا لكنت في موقف حرج. فهو لا يدعم أي شاشة حديثة!

مواصفات الجهاز

بالجهاز معالج Z80 وذاكرة 64 كيلو بايت. كما يمكن تخزين البيانات على شرائط كاسيت من خلال المقبس المدمج، والطباعة من خلال منفذ تسلسلي.

وأيضًا، اللعب بواسطة أجهزة تحكم إلى جانب الجهاز.

كما أسلفت، ليس لدي أي من هذه الملحقات، وإن كان من الجميل محاولة رؤية كيف كانت الحوسبة قبل أربعة عقود من الأن؟

في الختام

أردت بشرائي لهذا الجهاز المتهالك حفظ قطعة من التراث الليبي التقني، حتى إن لم تكن بحالة قابلة للتشغيل. حيث أنه لم يتبقى شيء من الشركة التي أنتجته، لا مبناها، ولا أصولها، ولا حتى موقعها الإلكتروني!

ولإيماني المطلق بأن التدوين هو السبيل لحفظ تراث الشعوب. قمت بدوري في حفظ جزء من هذا التراث. والباقي أتركه لدى شعبنا الكريم، الواعي بتراثه وتاريخه.
وإن كان يظل هدفي إيصال هذا الجهاز لحالة تشغيلية مقبولة. وسأرى كيفية فعل ذلك في القريب.
هل كان لديك كمبيوتر صخر؟

أي موديل كان؟

هل سبق لك رؤية جهاز مثل هذا على الطبيعة؟

شاركني في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.