على هامش معايدة المجلس البلدي مصراتة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تحدث رئيس الوزراء (عبد الحميد الدبيبة) عن أزمة الكهرباء في ليبيا. وقال أن شدة الحرارة في الصيف أفشلت مخططات احتواء الأزمة، وكذلك تعدين عملة البيتكوين.

قالوا لي مصنع العملات البيتكوين موجود في ليبيا، وليبيا هي رقم 2 على مستوى العالم لتعدين البيتكوين

معلومات غير صحيحة والقصد من ورائها صحيح

حديث رئيس الوزراء فجر موجة من السخرية على السوشيال ميديا، سواء بالتعليقات الساخرة، أو الميمز. بينما تناسى هؤلاء الساخرون أن الأزمة حقيقية فعلًا، وأن هناك شيئًا ما يحدث.

لن يغير سخريتكم من الواقع أن قطاع الكهرباء المتهالك يرزح تحت أنشطة تعدين غير قانونية.

أرقام تطلب تفسيرًا

بالنظر إلى أرقام الطلب على الطاقة في ليبيا خلال عقود، نجد أن:

في سنة 1970 كان الأحمال الأقصى هو 151 (م.و)

ثم في عام 1980 إلى 795 (م.و)

ثم في عام 1985 إلى  1243(م.و)

ثم في عام 1990 إلى 1595 (م.و)

ثم في عام 1995 إلى 1976 (م.و)

ثم في عام 2000 إلى 2630 (م.و)

ثم في عام 2001 إلى 3081 (م.و)

ثم في عام 2002 إلى 3081 (م.و)

ثم في عام 2003 إلى 3341 (م.و)

ثم في عام 2004 إلى 3612 (م.و)

ثم في عام 2005 إلى 3857 (م.و)

ثم في عام 2006 إلى 4005 (م.و)

ثم في عام 2007 إلى 4420 (م.و)

ثم في عام 2008 إلى 4756 (م.و)

ثم في عام 2009 إلى 5282 (م.و)

ثم في عام 2010 إلى 5759 (م.و)

ثم تقلص في عام 2011 إلى 5515 (م.و) بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد بعد ثورة 17 فبراير

ثم ازداد في عام 2012 إلى 5981 (م.و)

مصدر هذه الإحصائيات: ويكيبيديا.

تصاعد مريب

لكي تفهم حجم الكارثة، يجب أن تفهم أن استهلاك الكهرباء قفز إلى 8100 (م.و) في العام  2021 (بزيادة قدرها 800 ميغا وات عن عام 2020)، ثم مجددًا إلى 9100 (م.و) هذا العام. بزيادة مقدارها 1000 ميغا وات في سنة واحدة!!! وهذا حسب أرقام الشركة العامة للكهرباء نفسها.

عد واقرأ القيم أعلاه مجددًا، هل زادت الأحمال بألف ميقا وات في سنة واحدة من قبل؟

بين سنة 2020 و 2022 زاد استهلاك الكهرباء ب 1800 ميقا وات!! بينما بقيت قيمة التوليد على حالها. 

إنه من السذاجة النظر لهذه الزيادات الخرافية وعزلها عن نشاط تعدين البتكوين الشرس في ليبيا.

سبب السخرية

يعرف هؤلاء أنه وبجرة قلم، يمكن لرئيس الوزراء منع نشاطهم وتحويله إلى خانة الأنشطة الغير قانونية، شأنه شأن تهريب المحروقات، والهجرة الغير شرعية. وتصبح أجهزتهم الثمينة ثقالات ورق لا تنفع ولا تضر.

في الختام

مثل هؤلاء ليسوا سوى الضفادع في مستنقع راكد، ليس لها سوى النقيق، والصياح. بينما الواقع على الأرض يقول أن نشاطهم الأناني سبب في زيادة معاناة المواطنين شتاءً وصيفًا. وأنا أضم صوتي للأصوات التي تطالب بمنع التعدين، وكما يقول المثل الليبي:

واللي فيها حليب .. تصيح!