وجدت هذه اﻷسئلة على صفحة المكتبة التي أتابعها – والتي اشتريت منها كتاب الطيور الليبية، من ضمن مجموعة كتب -. ولأنه منشور عميق، وليس الهدف منه اصطياد التفاعل. فقد قررت الإجابة عليه بالطريقة التي أعرفها، وهي كتابة تدوينة حول الموضوع!

” ليس بالخبز وحده يعيش الانسان ” – لقائله ..

أخبرنا كيف أصبحت قارئا ؟

بدأت القراءة في سن مبكرة – ولا أقول هذا للتباهي -. فعائلتي كانت ولا زالت تحتفظ بمكتبة واسعة. لم تفلح ضروب الدهر في إتلافها – ولا حتى النزوح وسرقة البيت، فما من لص يسرق كتابًا -.
كبرت في وقت كانت فيه ليبيا مختلفة قليلًا، فلم يكن هناك بث تلفزيوني سوى القناة الحكومية، والتي كانت تبث البروباجاندا الخاصة بالقذافي. والتي يمكن قطع البث في أي لحظة ليخطب هو مرتجلًا لبضع ساعات. تحدثت عن جرائمه من وجهة نظري بالتفصيل، وكذلك عن تدوينة فيها الحياة في ليبيا في التسعينات يمكن العثور عليها هنا.
الهدف من هذا العروج هو توضيح ما كنت أمر به كطفل صغير. من الطبيعي أن أميل لقراءة الكتب، إن رأيت الذين هم أكبر مني يقرئون. لذلك كنت أمد يدي وأقرأ ما يسمح لي بقراءته، وما يناسب مستواي الفكري وعمري في ذلك الوقت. أي أن سبب تحولي لقارئ، هو عدم وجود أي شيء آخر لأفعله!

ما هي المشاكل التي واجهتك مع الكتب؟

المشاكل التي واجهتني مع الكتب، هي عدم توفر الكتب. في الحي الذي كنت أسكن فيه، لم يكن هناك مكتبات تبيع الكتب. بل إن كلمة مكتبة تستخدم بدلًا عن قرطاسية. وربما تجد بعض الكتب في القرطاسيات، لكن هذا ليس هو السواد اﻷعظم. ومفهوم المكتبة العامة لم يكن موجودًا على الإطلاق!
توجد مكتبات داخل المدارس التي درست بها، ولكن حرية الوصول إليها محدودة. تكاد تكون هذه المكتبات عبارة عن صور أو مكملات للمدرسة، عوضًا عن مركز إشعاع حضاري. يمكنك نسيان الوصول إليها خلال العطلة الصيفية، لصعوبة الوصول إليها داخل الدوام أساسًا.
المكتبات الوحيدة التي كانت – ولا زالت – هي مكتبات وسط البلاد. شارع الوادي، وشارع ميزران، وشارع النصر .
كما أن سعر الكتاب يشكل عائقا ما بين القارئ، والكاتب. فأحيانا يصدر الكتاب، ويتجاوز سعره ال 100 دينار! وهو رقم مبالغ فيه، لبضعة مئات من الصفحات .. وأجد أن الحل هنا – ليس الكتاب الالكتروني – بل هو متاجر وبسطات بيع الكتب المستعملة. فهي السبيل للحصول على الكتاب بسعر يلائم ميزانية كل شخص. وتلك ال 100 دينار سالفة الذكر، يمكنها ملء رف كامل، بدل من كتاب واحد.

في يومنا هذا لاحظت ظاهرة أن هناك رفوف تبيع بعض الكتب داخل الأسواق الكبيرة، والمول القريب من البيت به مكتبات تبيع بعض الكتب. وإنصافا يجب أن أتحدث عن مكتبة الشيخ الغرياني بتاجوراء، فهي مكتبة عامة يمكن للباحثين زيارتها، والجلوس بها. وهي إضافة طيبة للمدينة ككل.

ما هو أهم شئ تنصح به المبتدئين ؟

سأفترض هنا أن المبتدئين هم المبتدؤون في القراءة. ونصيحتي هنا بسيطة: اقرأ ما يثير اهتمامك! إن كنت تحب الرياضة فاقرأ عن ذلك. إن كنت مهتمًا بالطهو، فهناك الكثير من كتب الطبخ والوصفات. وإن لم تكن تعرف ماذا تحب: فاقرا كل ما تقع عليه يداك. هنا ستعرف ما تحب!

ما الذي يجعلك لا تتوقف عن القراءة ؟

في الوقت الراهن أنا أقترب بخطى متعثرة نحو الكتاب الثمانمائة في مكتبتي الخاصة (وهذا يعني عدد الكتب التي قرأتها منذ بدأت في القراءة). فبالنسبة إلي كل كتاب هو خطوة على الطريق إلى ثقافة شخصية، وبناء معرفي، وزيادة في حصيلتي الشخصية من المعارف، والمفردات. لذلك لا أستطيع التوقف عن القراءة بشكل كلي، ولا حتى جزئي. كل كتاب تقرأه يضيف إليك.

في الختام

سأعتبر هذه اﻷسئلة مقابلة شخصية مع نفسي، قمت بطرح اﻷسئلة فيها، والإجابة عنها بنفسي!
ماذا عنك عزيزي القارئ؟ كيف كنت لتجيب عن هذه اﻷسئلة؟
شاركني بها في قسم التعليقات.