كم كرهت طفولتي!
كل شيء كبير، كل شيء ممنوع، وكل حديث يسر به.


لا أسمع سوى طرفا من أحاديث هامسة، تبدو مشوقة جدا!
لكن كل ما أسمعه هو: “أسكت، أنت صغير!”
كل شيء يبدو مشوقا ولذيذا عندما تكون صغيرا، إلا أشياء الأطفال
بقايا سجائر الكبار وفناجين قهوتهم تبدو مسكرة وأنت صغير.
الليل أطول وأنت صغير.الطعام ألذ وأنت صغير.
الطريق أطول وأنت صغير.
إلا اﻷحزان والخيبات فهي أكبر..

ك
يبدو العمر طويلا بلا انتهاء وأنت صغير.
المخاوف تبدو كبيرة وأنت صغير.
والموت يبدو كالنوم على الوسادة، شيء في غاية البساطة.
اﻵن كبرت وتجرعت مر القهوة ونفثت لهيب السجائر، وقصرَ الليل ولم يعد للطعام نكهة. وضاع عمري في الزحام، أما قلبي فقد أتت عليه الخيبات واﻵلام التي لا تصغر عندما نكبر، في الواقع إن الهموم والمخاوف تنمو أسرع مما ننمو نحن، وعكسنا لا تتوقف عن النمو عند البلوغ! وبدلا من أن تسكن داخل الدولاب وتحت السرير، أصبحت تسكن صدورنا.
علاقتي بالموت تطورت وتشعبت، أفكر فيه في كل يوم، أترقبه ولا أنتظره، سئمت الحياة وأخشى مغادرتها. أخاف من المجهول.
لم يعد بسهولة النوم على الوسادة، الموتى لا يعودون. كنت أصحو كل يوم مثقل اﻷجفان بالكرى، ومتشوقا لفطور غني بالسكر. لم أرى جدي قط فقد مات قبل ولادتي، وقيل لي أنني سأرى جدي عندما أموت.
لست مشتاقا للقائك..