مرحبًا عزيزي القارئ، وأهلا بك إلى تدوينة جديدة. هذه المرة أخذك إلى عبق التاريخ، وعراقة الحضارة، في طرابلس المحروسة.
قوس ماركوس أوريليوس
أحد أشهر معالم طرابلس قاطبة، والذي يعد شعارًا لها. هو قوس (ماركوس أوريليوس) الذي يقع شمال العاصمة بالقرب من الميناء، والذي بناه الامبراطور ماركوس تخليدًا لذكرى انتصاراته. وشهد على كل تاريخ طرابلس، من قبل بعثة سيدنا (عيسى) عليه السلام، وحتى يومنا هذا. وقد دونت عنه على هذه المدونة منذ عدة سنوات، كأحد أهم وأبرز معالم طرابلس. والذي أذهب لزيارته من حين لآخر، ويعد قبلة لأهل طرابلس، وزوارها.
كتاب التأملات
وفي نفس الوقت، دونت عن كتاب التأملات، والذي يكون مؤلفه نفس الإمبراطور، (ماركوس أوريليوس)، والذي يعد علامة فارقة في التأليف، والأدب، والفلسفة. وتحديدًا الفلسفة الرواقية، وهي مفهوم يطول شرحه، وقد أخصص له تدوينة في المستقبل. قمت بمراجعة الكتاب على هذه المدونة كذلك، وإن كنت قراءته على هيئة نسخة الكترونية، ولم أحصل على نسخة ورقية منه على الاطلاق، لا في ليبيا، ولا حتى في الدول العربية المجاورة. وهذا أمر غريب قليلًا.
حتى زمن قريب، عثرت من خلال إحدى صفحات فيسبوك على متجر الكتروني يبيع نسخة من الكتاب، باللغة الانجليزية. فقمت بشراءه على الفور ودون تردد. مع أنني لا أفضل القراءة بهذه اللغة. وحرصت على الذهاب إلى القوس، والتقاط صور للكتاب بالقرب منه.
لماذا فعلت ذلك قد تتساءل؟
السبب في ذلك أنني وددت أن أضع أعمال هذا الإمبراطور بجوار بعض. العمل الذي صمد امتحان الزمن، ووقف لألاف السنين على حافة البحر يرحب بالزوار، ويتحدى الغزاة.
والعمل الذي لم يكن ليبصر النور في حياة الامبراطور، مذكراته الخاصة، وتأملاته في الحياة، والفلسفة، والموت. المذكرات الحميمة التي لم يكن يرد لعين بشر أن تطلّع عليها، والتي صارت إحدى أكثر الكتب شعبية، ورواجًا.
هذه لقطة تجمع بينهم، التقطتها اليوم صباحًا. وقررت نشر تدوينة حولها، لفرط سعادتي بهذا الموضوع – فرط السعادة والذي للسخرية، يناقض تعاليم الفلسفة الرواقية -.
ما هي أهم أعمال حياة الإمبراطور؟
أعتقد أنني أجبت على هذا السؤال فيما سبق بقولي أن الكتاب يفوق القوس أهمية، فتأثيره بلغ أقاصي الأرض. وأكاد أجزم أن عدد من قرأو الكتاب، هو أكثر ممن أتوا إلى ليبيا لمشاهدة قوس ماركوس، والتمتع بجماله.
وإن كان القوس على الطبيعة يبدو كبيرًا، ومهيبًا، وتتساءل كيف تمكن البشر قبل ألفي عام من بناء مثل هذا البنيان الشامخ؟
في الختام
يحلو لي التفكير أنني أول من التقط مثل هذه اللقطة، وأتى بالكتاب بالقرب من القوس ليصورهما معًا، ويخلّد التؤامة التاريخية لأعمال الامبراطور الفيلسوف (ماركوس أوريليوس).
ماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل سبق لك زيارة القوس؟ هل قرأت الكتاب؟ هل تخيلت أن ترى الاثنين معًا في مشهد واحد؟
أي أعمال الإمبراطور التي تعتقد أنها الأجدر بالثناء: بناءه لقوس النصر؟ أم كتابته لهذه التأملات؟
شاركني “بتأملاتك” في قسم التعليقات أدناه، وشكرًا لك على القراءة.