منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي بدأت أعمال الصيانة بشارع المقبرة – طريق السدرة. وهي عملية بدأت فوضوية، وحتى تاريخ كتابة هذه السطور لم تنته بعد. بل إن هذه القصة أخذت منعطفًا غريبًا، ومثيرًا. جعلني أخصص لها تدوينة كاملة. علها تصل إلى آذان المسؤولين، ومن لهم القدرة على تغيير الأمور ..
البداية .. فوضى عارمة
أتذكر جيدًا أنني خرجت من تلك الطريق صباحًا، وكانت الأمور طبيعية. صحيح أن الطريق ضيقة، ومليئة بالحفر نتيجة القصف العشوائي، والحرب العنيفة التي دارت رحاها في تلك المنطقة، والمناطق المجاورة. لكن لا شيء خارج المعتاد.
عندما عدت مساءًاكانت الفوضى عارمة، والزحام حتى باب البيت تقريبًا. والسبب هو بدء الصيانة صباحًا، ثم القبض على مديرة المشروع – حسب الأنباء المتداولة – وتوقف العمل!!
مع أن اللافتة موجودة منذ فترة طويلة، والعقد المكتوب عليها موقع منذ عام 2021 ..
بعض التقدم
بعد أشهر من العمل المتقطع، والتوقف الطويل.تم طرح طبقة من القطران على الطريق الترابي. ووثقت هذا التقدم بعدستي بينما أتمشى في المنطقة. لكن مجددًا توقف العمل لأشهر طويلة، ولا يزال في مكانه لا يتقدم، ولا يتأخر!
نبش قبور المسلمين
الجدل الذي دار من البداية كان هدم سور المقبرة، ونقل رفات عدد كبير من المدفونين بها، تجاوز ال 300 شخص. الأمر الذي أثار حفيظة سكان المنطقة – وأنا منهم -. الذين لم يودوا أن ينقل المتوفون لمقبرة في تاجوراء.
حتى بعد نقل القبور، لم يحدث شيء ..
رغم أن كل القبور تم نقلها، وتجهيز المساحة داخل المقبرة، إلا أن الطريق (محلك سر) ولا تقدم يذكر في الصيانة. مع أن الصيانة بدأت منذ تسعة أشهر كاملة!
بقسمة بسيطة، طريق طولها كيلومتران، استغرقت تسعة أشهر. هذا يعني أن معدل الانجاز 7 أمتار في اليوم!
كيف تبنى المدن، وتتحضر المجتمعات إن كان هذا معدل الإنجاز؟! في الواقع انه أمر مخز. خاصة أن هذا المشروع لم يتوفر معه تاريخ تسليم، او انتهاء. أي أن الأمور عائمة على إطلاقها. وقد تستغرق بضع سنوات لتكملة تعبيد 2 كيلومتر!
كنز أثري مدفون في المنطقة؟
حسب الأنباء التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك مدفن أثري تم العثور عليه بعد حفر المقبرة لغرض توسعة الطريق. ومنذ ذلك الاكتشاف لم تتقدم الطريق أنملة. وتوقف العمل بشكل كلي ..
هل من الممكن أن أحدهم عثر على جرات بها ذهب مدفون، وقام بنبشه؟ هذا احتمال وارد، وإن كان يبدو بعيد المنال ..
مجهودات شخصية للفهم
قمت بالتواصل مع عديد الجهات المعنية. فقد تواصلت مع البلدية على صفحتهم على فيسبوك، فقاموا بحظري على الفور. فعميد البلدية لا يحب النقد، ولا يريد سوى التعليقات التي تدعو له بطول العمر، وتبعد عنه شر الصناديق، والانتخابات. فهي بدعة وحرام، إلا التي أتى بها، فهي جائزة إن شاء الله!
وتواصلت أيضًا مع مصلحة الطرق والجسور، الذين أبلغوني بأن العمل متوقف بسبب عدم إزالة سور المقبرة، وأن الإزالة تقع على عاتق البلدية.
وكذلك مع منصة التواصل الحكومي (حكومتنا) والتي تواصلت مع عميد البلدية، وأكد أن العمل جار على قدم وساق! مع أن كل من يمر بهذه الطريق يرى أنه لا عمل يجري، ولا حتى آليات متوقفة. بل أن كل شيء قد وصل إلى “طريق مسدود” ..
في الواقع، لقد فمت بتصوير فيديو بعد ذلك يوضح عدم وجود صيانة. وهنا رابط الفيديو، والتدوينة التي أوردتها فيه.
في الختام
سواء كان الأمر يتعلق بآثار قديمة، أو كان الأمر فسادًا، أو إهمالا. فالواجب محاسبة المتورط، والإسراع بإتمام الصيانة. فهي طريق خدمية يستخدمها الآلاف من الناس كل يوم. وبهذه الحال تتضرر سياراتهم، ويتعطل حالهم.
تعقيب واجب
نشرت بلدية عين زارة على صفحتها الرسمية هذا المنشور المقتضب الذي تنفي فيه وجود كنز في المقبرة .. أعتذر عن ركاكة النص ولكنني نقلته كما هو للأمانة ..
“تفنيداً على ماجاء في صفحات التواصل الإجتماعي التي تبث الشائعات والفتن عليه تفيدكم بلدية عين زارة إستمرار أعمال الشركة المنفذة لمشروع رصف طريق السدرة المقبرة و كان في عين المكان اليوم السادة مختار محلة عين زارة الشمالي و مكتب المشروعات و مكتب التخطيط بالبلدية و جهاز فرع الحرس البلدي عين زارة لإثبات عدم صحة ما يروج له بهذه الصفحات .“