يسرني دائمًا الإجابة عن أسئلة المدونين الأعزاء، والمهتمين بدخول معترك التدوين. وأعتقد أنه بعد أحد عشر عامًا من التدوين، وأكثر من ألف تدوينة منشورة. يمكنني القول بأنني مدون مخضرم يمكنه أن يعطي عصارة تجربته للقراء ..
هنا أورد صورة للتعليق الذي تركته الزميلة (بثينة)، وأعتقد أنه سؤال ذكي، والطريقة الملائمة التي يتم بها طرح سؤال.
في البداية .. هل الأرقام مهمة؟
لا أظن أن الأرقام مهمة في حد ذاتها. وليس الغرض من التدوين مراكمة التدوينات على بعضها وزيادة الحصيلة الرقمية، بل المهم هو الاستمرارية.
لكن .. تذكر هذه المعادلة البسيطة:
تدوينة في الاسبوع = 4 تدوينات في الشهر = 52 تدوينة في السنة = 520 تدوينة في العقد.
هكذا تبني جبلًا من التدوينات والمحتوى، عبر مجهودات صغيرة متصلة عبر الأيام.
لا تهتم كثيرًا بالتفاصيل
الأشياء التي من نوع: السيو (تخصيص محركات البحث)، وربط التدوينات ببعضها، ووضع صور ذات علاقة بين الكلمات. هي كلها نصائح هامة لوصول التدوينات لأبعد مكان ممكن. لكن قد تكون عائقًا في سبيل التدفق التدويني. ولا تسمح لك بالكتابة كما تحب، بالسرعة التي تحب.
إجعل جل تركيزك على المحتوى في حد ذاته، وتلك التفاصيل ستأتي عاجلأ أم أجلا.
أكتب عما تود التعلم عنه
إذا أردت تعلم شيء، فأفضل ما يمكنك فعله هو الكتابة عنه. البحث والتمحيص، مع طرح الأسئلة الصحيحة خليق بترسيخ المعلومة في الأذهان.
كما أن تتابع التدوينات حول نفس الموضوع يروض الذهن، ويصفي الفكر. ويجعل من المسألة مفهومة وسهلة الحفظ.
دون عن كل شيء
وأعني بذلك كل شيء! أكلة تتقن صنعها، مكان تحب الذهاب إليه، أو أحداث من حياتك اليومية. المجال متاح لك بالكامل لكي تعبر عن نفسك، بالطريقة التي تراها ملائمة لك.
احمل معك دفترًا صغيرًا
ستنهال عليك الأفكار بمجرد أن تنفتح على الاحتمالات اللامتناهية من حولك. وستجد أن هناك الكثير مما يمكنك الكتابة عنه، وربما لن تستطيع أن تلتقط أنفاسك من كثرة المواضيع التي أطلت برأسها مطالبة بأن تكتب عنها، وتبعث فيها الحياة بقلمك.
أكتب عما تحب
الأشياء التي تحبها من السهل جدًا الكتابة عنها، بالشغف الذي ينبض به قلبك، ستجد الكلمات متدفقة من قلمك بكل سهولة. أكتب عن الشمس، عن المطر، عن السماء الفسيحة، أو البحر الأزرق.
إن كنت تحب الرياضة فدون عنها، أو كنت تتعلم الطبخ فأكتب عن أكلاتك المفضلة.
كتابة الأشياء التي تحبها والقريبة من قلبك ستثري حصيلتك التدوينية وتمتعك، وقد تمنحك أصدقاء جدد لديهم نفس الشغف، والميول. وكم من صداقات تكونت على أسطر المدونات لا تشبهها صداقات!
أكتب ما لا يكتب عنه أحد
أعتقد أن التدوين الشخصي يتعلق بتجارب خاصة، وحميمية. عندما تدون عن أشياء اختبرتها، وأمور في محيطك. ستكون هذه التجارب فريدة لك. وخاصة بمدونتك. بينما المواضيع الساخنة، و”التريند” ستجد فيها منافسة كبيرة، وعل الأغلب تم تغطيتها بشكل ملائم بالفعل.
كن نفسك
لعل هذه أهم نصيحة أقدمها لك. أكتب كما أنت. تلك النسخة منك التي تظهر عندما تكون لوحدك. دون ضغط الأقارب ورضى المحيطين.
في خضم بحر من المحتوى الذي ولده الذكاء – اللامؤاخذة- الاصطناعي. بحر عكر من التزييف وأشباه الكلمات.
تلك التقنيات التي صنعت من كل من هب ودب، صانع محتوى.
كون زاوية أسبوعية
لدى الصديق (عامر حريري) سلسلة (حديث الشرفات) الأسبوعية. على مدونة (شيء من حتى).
ولدي أنا،حديث الأربعاء.
بالطبع هناك مدونون عرب آخرون مثل أبا إياس الذي يدون الجمعة، والأستاذ عبد الله المهيري، وكذلك المهندس رياض يدون بشكل دائم، لكن لا أتذكر أن لتدويناتهم أسماء محددة.
وجدت أن هذا الركن الأسبوعي يولد نوعًا من الضغط الحميد. الذي يمكنني من التدوين بشكل مستمر، وتضمين كل تدوينات الأسبوع في حديث الأربعاء ذاك. لكي يطلع عليها القارئ، الذي قد لا يكون مطلعًا عليها.
في الختام
هذه بعض الخطوات العملية التي أتخذها لكتابة محتوى كثير. أتمنى أن تساعدك عزيزي القارئ.
شكرًا لك على القراءة، وإلى اللقاء في موعد جديد.