مرت سنوات طويلة منذ قمت بتحميل الروم المخصص الأول لي، وتنصيبه. وللأمانة فهذا الأمر مفيد جدًا، وله عدة مميزات للمستخدم العادي، لعل من أبسطها: إطالة دعم الأجهزة التي انتهى دعمها. وتوفير خصائص لم تكن متوفرة على الإطلاق في روم المصنع.
ولكن، هذه المشاريع، مثلها مثل أي مشروع برمجي. قوتها تكمن في الأشخاص الذين خلفها، ومدى التزامهم بتطوير مشاريعهم. وكذلك بالدعم النقدي الذي يصلهم من أعضاء المجتمع.
سأروي ما حصل خلال الأسبوعين الماضيين، والذي غير وجهة نظري تجاه هذه الرومات المخصصة، لا من وجهة نظر فنية، بل من وجهة نظر مجتمعية.
بداية القصة
في البداية، يجب أن أنوه أن الروم المخصص الذي اخترته هو (Evolution X)، والجهاز هو Redmi Note 8.
وكانت الأمور سلسة ومستقرة إلى حد كبير، مع تحديثات منتظمة، وخصائص متجددة من حين لآخر.
بداية النهاية
بدأت التصدعات تظهر في هذا المشروع مع تحديث شهر أبريل، حيث كان تحديثًا كبيرًا إلى حد ما، ليتماشى مع تطور أندرويد من تحديث الربع السنوي الأول، للربع السنوي الثاني. فبدل من أن تصل التحديثات بشكل منتظم، تأخرت التحديثات، وبالطبع ذهبت لأتفقد ما يحدث في المجموعة.
فوجدت أن المطور الرئيسي (واسمه جوي)، قد قرر التوقف عن تطوير روم Evolution X، وذلك بسبب مشاكل شخصية. حيث أنه فقد وظيفته منذ بضعة أشهر، وتراكمت عليه الديون. لذلك قرر أن يوقف مجهوده في التطوير، حتى يعثر على عمل آخر.
بالطبع هذه كانت صدمة لكل من كان يستخدم روم Evolution X، لأنه يعد من الأفضل في المجال. ولديه شبكة ضخمة من المستخدمين.
لكن (جوي) تراجع عن قراره بعد موجة من التبرعات التي وصلته، والتي يبدو أنها قد حلت بعض مشاكله، بينما عثر على عمل ملائم.
هل تستطيع أن تصدق أن أمرًا شخصيًا مثل فقدان أحدهم لوظيفته، يؤثر على الألاف من المستخدمين؟ وظيفة ليس لها علاقة بالمشروع التطوعي، مفتوح المصدر؟
توجه جديد، وغير متوقع!
ثم قام (جوي) بإعلان غريب قليلًا .. وهو قراره بجعل Evolution X مبنيًا بالكامل على Lineage OS. ما يعني أن كل التطوير الذي حصل في الاتجاه السابق سيتم التخلي عنه، والبدء من جديد باستخدام شيفرة LO المصدرية ..
الضربة التالية، كانت قريبة جدًا
الصدمة الثانية كانت على مستوى شخصي أكثر قليلًا، فقد تأخر مطور روم هاتفي (تيخاس) عن إصدار أي تحديثات، وقام بتفويت تحديثين شهريين على التوالي. ثم قرر هو الآخر أن يعلن توقفه عن التطوير بشكل نهائي، بسبب بعض المشاكل الصحية، والظروف الخاصة. ولم يطلق حتى النسخ التي أعلن عن جاهزيتها، وظلت محبوسة لديه.
عند هذه النقطة بدأت بالبحث عن روم آخر مخصص، لأنه يبدو أن المجموعة هنا تتألف من أشخاص غير ناضجين، ولا يفهمون فحوى مجتمعات المصادر الحرة. وأنه ليس من اللائق التهديد بالتوقف من أجل حصد التعاطف، والتبرعات ..
عودة سريعة!
بعد بضعة أيام من تنصيب الروم الجديد، والبدء في تخصيصه والعمل عليه، وجدت أن (تيخاس) قرر العودة عن قراره، وبدأ في إصدار التحديثات بشكل طبيعي، كأن شيئًا لم يحدث ..
ما يؤكد حدسي السابق، أنه فعل ما فعل، لكي ينال بعض التعاطف، والقليل من التبرعات من المجتمع.
عن نفسي قررت عدم الرجوع إلى ذلك النظام، والسبب في ذلك هو المجتمع خلف نظام Evolution X نفسه، فهو يتألف من مجموعة من الأشخاص مستعدون لهدم كل شيء فوق رؤوس الجميع، من أجل المنفعة الشخصية. وأفضل البحث عن نظام تشغيل أكثر استقرارًا من هذا النظام.
لماذا لا تبرمج أندرويد بنفسك؟
هذا سؤال وجيه، لماذا لا تقوم بتحميل الشفرة المصدرية، وإضافة التعديلات عليها، ونشرها للمجتمع بشكل مجاني إن كان هذا الأمر سهلًا كما يبدو؟
الأمر يتعلق بعدة موارد، منها نوعية الجهاز المستخدم في التطوير، حيث أن الشفرة المصدرية يتجاوز حجمها 1 جيجا بايت (في حالة أنها ليست مدمجة مع Gapps)، وأيضًا الزمن المستغرق لبناء الشفرة المصدرية، لتصبح قابلة للتنصيب. فهو حسب مطورين يستغرق 12 ساعة وأكثر في المتوسط.
ويجب أن يكون لديك الهاتف الذي تريد التطوير له، مخصصًا للتطوير فحسب، وليس للاستخدام اليومي، لأنك ستقوم بتجربة كل ما تبرمجه عليه، قبل إطلاقه للعلن.
وأهم من هذا كله، وقت الفراغ الذي ستفعل فيه كل ذلك، لذا أعرف أن هذا الأمر لا يناسبني، وأفضل أن أظل كمستخدم، عوضًا عن أتحول إلى مطور.
ما هو النظام الذي وقع اختياري عليه، وما هو تقييمي له؟
ذلك عنوان تدوينة قادمة بمشيئة الله، وحتى ذلك الحين، إلى اللقاء مع تدوينة آخرى تتعلق بالرومات المخصصة، والمصادر الحرة.
ماذا عنك عزيزي القارئ، هل صادفك شيء مشابه؟ هل تحب استخدام الرومات المخصصة؟ شاركني بذلك في قسم التعليقات، وشكرًا لك على القراءة.