كمدون وشخص متخصص في التقنية فإن الهاتف الذكي هو من أهم اﻷدوات التي ترافقني خلال اليوم، فأنا أستخدم هاتفي لكتابة الملاحظات وتتبع المهام اليومية وتصفح الإنترنت، وطبعا إجراء الإتصالات الهاتفية!
Android Kitkat logo
Android Kitkat logo

ليس من المعقول أن أظل مقيدًا أمام الكمبيوتر طول اليوم وأن أحمله معي حيثما ذهبت! وأنا الذي كنت أرفض بشدة شراء هاتف ذكي!!

خلال السنوات الماضية قمت بتجربة عدة موديلات وأنظمة للهواتف المحمولة، ومما يبدو أنني لم أعثر على ضالتي بعد!

بداية مع اﻷندرويد على سامسونج

كانت تجاربي السابقة مع أجهزة اﻷندرويد سلبية إلى حد كبير ما دفعني للبحث عن بدائل، أولها كان مع سامسونج غالاكسي أس 2 الذي اقتنيته مستعملًا في غرة عام 2014 توفيرا للنفقات (فكرة سيئة)
وكانت لدي الكثير من الملاحظات السلبية بشأن الجهاز:
أولها واجهة المستخدم الخاصة بسامسونج -توتش ويز-
بنسخة أندرويد جينجر بريد 2.3 التي تأتي مع الجهاز ولم يستطع وكيل سامسونج أن يحدثها لي، وكان اقتراحه تغيير اللوحة اﻷم بالكامل واستبدالها، ما يعني دفع ثمن جهاز جديد!
عدم تمكني من تنصيب Cynogen Mod وترقية نسخة الجهاز بتلك الطريقة.
ما دفعني لبيع الجهاز بنصف ثمنه غير مأسوف عليه.

Samsung Galaxy S2
Samsung Galaxy S2

هاتف بي إلييت 2 كان يبدو كهاتف مثالي على الورق، بمواصفات قوية وسعر ممتاز بالمقارنة مع مثيلاته من الهواتف، لكن سرعان ما تبين لي أنه لا يوجد أي دعم من أي نوع، وكذلك كان الجهاز ثقيلًا وصعب الاستعمال بيد واحدة!
والذي بعته كذلك غير مأسوف عليه وكلفني أكثر من خسارة المال..

هاتف Be Elite 2

تجربة قصيرة مع سيمبيان

استخدمت هاتف نوكيا اي 6 بنظام سيمبيان لقرابة سنة، ولم يعبه في نظري إلا عدم توافر دعم اللغة العربية للهاتف المستورد من سويسرا مستعملًا، وكذلك عدم توافر التطبيقات له، لأبيعه كذلك لأحد معارفي الذي يعشق هذه اﻷجهزة، وليستقر بحثي في النهاية على ويندوز فون لأن أجهزة أبل غالية الثمن بشدة وأسعارها تزداد دوريًا، حتى القديمة والتالفة منها.
لا زلت أفتقد هذا الهاتف الذي كنت أحس بالفعل أنه هاتف حقيقي بين يدي! المعدن الذي عليه وطريقة استجابته للضغطات، كما أنه تحسن للغاية بعد ترقية النظام من أنا إلى بيلي!

Nokia E6-00
Nokia E6-00

تجربتي مع ويندوز فون

كنت قد خصصت تدوينة كاملة لهذا الموضوع باللغة الإنجليزية تتلخص في أن نظام ويندوز فون يفتقر للتطبيقات إلى حد كبير، كما أن واجهة ميترو تشكل عقبة لمن يرغب في التحول إلى استخدام هذا النظام والتمتع بمزاياه.
وجدت أن لوحة المفاتيح ميكروسوفت فلو هي أفضل لوحة مفاتيح وقعت عليها يداي حتى الساعة متفوقة على لوحة الكويرتي -التي استخدمتها لفترة طويلة على هواتف نوكيا-  بسهولة تعرفها على الكلمات (وإن كان قاموسها العربي متناقضا وشديد الغرابة كحال العرب اليوم).
واجهة الهاتف بسيطة جدًا وطرق التخصيص تدفع للتركيز أكثر من اﻷندرويد الذي يتمتع بخيارات تخصيص هائلة!

مميزات ويندوز فون

كان الانطباع الذي تركته هواتف لوميا لدي أنها مخصصة للأعمال، حيث أنها مزودة ببرامج ميكروسوفت للإنتاجية مضمنة مع الهاتف مثل أوفيس للهاتف (الذي أعتقد أنه ممتاز جدًا) وون نوت لكتابة الملاحظات، وخمسة عشر غيغا بايت من المساحة على ون درايف، وتطبيق البريد الخاص بميكروسوفت، كما أن المساعدة الرقمية كورتانا كانت تقف على قدم المساواة مع سيري من أيفون وتكاد تتجاوزها حسب بعض المدونات المتخصصة!
أداء البطارية كان جيدًا مقارنة بسعتها 1830- ميلي أمبير- ومع نمط توفير الطاقة فإنها تدوم أطول!

Nokia Lumia 630 dual sim
Nokia Lumia 630 dual sim

عيوب نظام ويندوز فون

 تفتقر هواتف ويندوز فون لبعض التطبيقات الأخرى مثل تطبيق نهائي لإنستجرام، ومتصفح ويب جيد مثل كروم أو فايرفوكس.

 أوبيرا المتوافر في المتجر هو خيار يقتصد في حصة الإنترنت لكنه لا يتمكن من عرض الفيديو أو الصور المتحركة، لذا يظل قاصرًا كمتصفح رسمي، كما أن استهلاكه الشره لموارد البطارية غير مشجع على الإطلاق!
مع
كما قمت بتنصيب ويندوز 10 على الهاتف ولكنها كانت تجربة سلبية على أداء الهاتف بذاكرته العشوائية المتواضعة التي تبلغ 512 ميجابايت لذا عدت بسعادة لنظام ويندوز 8.1 على الهاتف.

إحدى المشاكل التي واجهتها كان تطبيق الخرائط والذي أستعمله لتحديد اﻷماكن، أغلب المواقع واﻷحداث على الشبكات الاجتماعية تستعمل خرائط غوغل التي تختلف عن الخارطة التي تستعملها ميكروسوفت! الرحلة البسيطة تتحول لمجهود لنقل الإحداثيات رقمًا رقمًا إلى التطبيق والبحث مجددًا، كما أن صندوق بريدي الرسمي ليس صندوق بريد أوتلوك ولا رغبة لي في مزامنة الصندوقين!

كان أغلب استخدامي للهاتف في تدوين الملاحظات والتدوينات التي أنشرها على هذه المدونة، لأن لوحة المفاتيح سهلة الاستخدام كما أسلفت وبرنامج اﻷوفيس ممتاز جدًا.

انتهت تجربتي القصيرة نسبيا كغيرها من تجاربي مع الهواتف بعرض الهاتف للبيع على سوق ليبيا المفتوح واستبداله بغيره.

هذا الفيديو يلخص السنة ونصف اﻷخيرة مع ويندوز فون.

شركة البديل، أسوأ وكيل

بالرجوع لشركة البديل والتي قمت بتقييمها سلبيا في إحدى تدويناتي السابقة منذ قرابة سنة، وهي التي اشتريت هاتف لوميا منها مع وعد بتوفير الملحقات له بعد فترة، لكن الملحقات لم تصل أبدًا! لا حافظة للهاتف ولا حتى واقي شاشة مضاد للخدوش، حتى لو كانت الشاشة مزودة بغوريلا غلاس فإنها ستخدش عاجلا أم أجلًا!

عودة للأندرويد

عودتي لنظام أندرويد كانت حلوة ومرة لأنني غادرته ساخطًا وناقمًا وعدت إليه مضطرًا بسبب قلة الخيارات المتاحة حاليًا بسبب الوضع المالي، وكنت قد انتقدت نظام أندرويد في تدوينة سابقة أفرغت فيها جام إحباطي على هذا النظام وقصوره -نسخة جيلي بين 4.2 تحديدًا- وتمحورت انتقاداتي حول صعوبة اللمس، وخدوش الشاشة وارتفاع حرارة الجهاز، وأخيرا قلة الملحقات للأجهزة التي تستوردها شركة البديل.

حاولت تلافي هذه الانتقادات ببعض التخصيصات البسيطة.

الجهاز الذي اخترته

اخترت جهاز هواوي Y5 متوسط الحجم والمواصفات، ولا يتوفر له دعم طويل اﻷمد من الشركة ولكن حجم الشاشة 4.5 أنش يعد من أهم متطلباتي الفنية لأنني أستعمل الهاتف بيد واحدة فقط،  كما أنني حصلت على صفقة جيدة!

Y560 – U02

سعة البطارية 1730 ليست جيدة وللأسف تنفذ بسرعة!

ابتعدت كل البعد عن أجهزة سامسونج -وليس للموضوع علاقة بالجلاكسي اس 7 المتفجر- فمن يعيش في بلاد كبلادنا يعتاد أصوات التفجيرات، بل لأسباب جمالية أكثر منها شكل الواجهة وامتلائها بالتطبيقات الزائدة التي تضعف الذاكرة واﻷداء وهي من اﻷسباب الذي دفعتني للتخلي عن السامسونج اس 2 بعد اقتناءه لأقل من ستة أشهر!

قمت بوضع التخصيصات في تدوينة منفصلة من الممكن الإطلاع عليها من هذا الرابط.

خاتمة

كنت سعيدًا باستعادة  شطر لا بأس به من التطبيقات التي حرمني منها نظام ويندوز فون المحدود الموارد، لكنني سأفتقد الشاشة الناعمة ولوحة المفاتيح المذهلة -التي أتمنى أن تصدر ميكروسوفت نسختها للأندرويد قريبًأ-.

على اﻷقل هنالك نوع من التناسق، فأنا أستخدم جنو لينوكس أبونتو بشكل يومي على جهازي، واقتنائي لهاتف ذكي يعمل على نظام أندرويد هو متناسق أكثر بكثير من هاتف ويندوز فون، الذي لا يمكنني حتى عرض محتوياته من مدير الملفات في أبونتو بشكل سلس!

هي عودة أسأل الله أن تكون نافعة وحميدة علي وألا أندم على عودتي لنظام أندرويد ويبدو من الصعوبة بمكان فك الارتباط مع عملاق التقنية غوغل، رغم أن مغادرة ميكروسوفت كانت سهلة!

ما رأيك في هذه الرحلة التقنية المليئة بالمطبات؟ هل أستطيع أخيرًا الاستقرار مع هاتف ذكي؟ وما هي نصيحتك من تجربتك مع الهواتف الذكية لي؟