هي طريقة مجربة وفعالة لادارة النفقات ولاحظ الكثيرون (وأنا منهم) أن الانفاق العشوائي يقل كثيرًا عند تدوين النفقات بشكل دوري وأيضًا تكون وعيَ بأهمية المال والحفاظ عليه من الاسراف.
طرق التدوين
أي طريقة تجدها مريحة لكتابة النفقات ستكون مناسبة طالما يمكن أن تتحول لعادة إيجابية ومثمرة، سواء أن كانت بالورقة والقلم، أو على هاتفك الذكي، أو في ورقة عمل اكسل باستخدام حزمة الانتاجية المفضلة لك، أو طريقتي المفضلة وهي برنامج زيم ويكي.
يوجد تطبيق للهواتف الذكية يدعى (مصرفي) يستعمل لحساب الانفاق ومعرفة أوجه الصرف، شخصيًا أميل لوضع بياناتي في مكان أستطيع الوصول إليه من مختلف التطبيقات والبرامج لمعالجتها وتخزينها احتياطيا. وكذلك لا أميل لكثرة التطبيقات على جهازي.
بداية التدوين
في البداية تحتاج لتدوين التاريخ و المبلغ الابتدائي، على سبيل المثال اليوم الرابع من أغسطس ولديك ثلاثمائة دينار.
ثم يجب أن يدون كل بند مصروف بأمانة مهما كان صغيرًا، وطرح مشتروات وانفاق اليوم من المبلغ الاجمالي، ثم اعادة المبلغ لليوم التالي.
في نهاية الشهر الميلادي يتم ترحيل المبلغ من أخر يوم في الشهر (وليكن أغسطس) ليصبح المبلغ الابتدائي في الشهر الجديد (سبتمبر).
هذا مثال للانفاق:
04/08/2018
المبلغ الابتدائي = 300
تعبئة السيارة بالوقود = 7.5
كرت رصيد = 5
المجموع = 12.5
المتبقي = 287.5
في حالة التمكن من سحب بعض المال أو جني بعض اﻷرباح، يتم اضافتها للمبلغ الاجمالي.
مميزات هذه الطريقة
- معرفة أوجه الانفاق، اجابة على السؤال المهم وهو: أين تذهب نقودي؟ بمجرد الرجوع للكشوفات يمكن تحديد أوجه الانفاق بشكل مفصل.
- ايضا يفضل تدوين كم في المحفظة لمعرفة كم تحتاج وما تم صرفه.
- تحديد أين حدث الاسراف؟ يمكن معرفة ما هو البند الذي تسبب في خلل في الميزانية وكيف يمكن تلافي هذا الموضوع؟
- تفادي نفاذ المال بشكل مفاجئ قبل نهاية الشهر، وهنا أفترض أن الوضع طبيعي ولا توجد أزمة سيولة خانقة تجثم على صدور المواطنين وتحيل حياتهم جحيمًا، بهذه الطريقة تستطيع أن تعرف كم لديك من المال بالضبط قبل نهاية الشهر ونزول مرتب الشهر الجديد، أو تدبير طريقة لدفع المبلغ.
- تمكنك هذه الطريقة بسهولة من حساب زكاة المال وقت وجوبها، وتوفر عليك الكثير من الإرتباك في حسابها ومعرفة اﻷنصبة ووقت دخول الشهور، أتوجه بالشكر لصندوق الزكاة الذي ينشر مبلغ النصاب بشكل أسبوعي.
حول بطاقة السحب الذاتي
يمكنك تحويل بعض النفقات التي يمكن دفعها ببطاقة الصديق من المصرف لتوفير المال السائل الذي لديك (طبعا بافتراض أن السعر ثابت ولا يوجد ربا)، وهذه الطريقة لا تشمل المدفوعات التي في حسابك ولم تقم بسحبها بل تختص بالمال السائل (الكاش).
النتيجة
سيتكون لديك ما يشبه كشف حساب شهري وسنوي لانفاقك، يمكنك معرفة أي الشهور كان أكثر تكلفة وأيها أقل، وأي البنود تم صرف نقود أكبر عليه – بافتراض أنه لم تحدث حالة طارئة أو تتعطل السيارة لا سمح الله وتضطر لاصلاحها – .
ملاحظة هامة: قوة النظام تكمن في قوة اتباعك له.
في حالة نسيان بند من المصاريف سيظهر فرق بين الفعلي والمدون.
أيضًا عند حدوث خطأ في الحسابات سوف يظهر فارق بين المبلغ الفعلي والمبلغ المسجل. هذا عيب من عيوب الحساب اليدوي.
كما أن الجمع اليدوي قد ينتج عنه أخطاء عند الحساب دون إنتباه.
أيضًا عند تغير بند من البنود لن تتغير قيمة الباقين. ربما أفكر في دفتر حسابات شبيه بإكسل من حزمة ليبر أوفيس.
شخصيا كنت أواجه صعوبة في تدبير نفقاتي وأشعر بالضيق عندما أفكر في المال وكيف يصرف خاصة مع شرائي لبعض اﻷغراض العشوائية كالهواتف المحمولة مثلا، لكن اﻵن والحمد لله أعرف تماما كم لدي من المال وأهم من ذلك: أين ذهب المال تحديدًا؟
ختامًا
اﻵن السؤال لك عزيزي القارئ: ما هي الطريقة التي تدبر بها نفقاتك الشخصية؟ هل تضع مالك عند والدتك (حفظها الله) لتدّخره لك؟ أم أنك تستعمل تطبيقًا للهواتف الذكية يهدف لتوفير النفقات؟ شاركني بطريقتك في قسم التعليقات باﻷسفل وشكرا لك على القراءة.
يوجد تحديث لهذه التدوينة يمكن مطالعته من هنا.
4 Comments
Anas Almzoghy · 2018-08-31 at 08:54
مرحباً،
أنا استخدم Money Manager EX منذ سنتين على الحاسوب وهاتفي النقال لمتابعة مصاريفي ودخلي الشخصي.
يعمل بشكل ممتاز وذو واجهة بسيطة مقارنة بجميع البرامج (المجانية) التي جربتها، ومنها GnuCash والذي لم يكن صديقاً للمبتدئين :/
على كل حال، في خلال أول ثلاث أشهر حاولت الصرف والشراء كعادتي لأعرف متوسط "البذخ" الذي كنت أعيشه ولكي أحدد بالضبط أماكن "تسرب" الأموال.
وبالفعل في الأشهر الثلاثة التي تلت التجربة أنخفضت نفقاتي الشهرية بأكثر من 70 دينار (بداية جيدة)، حيث لاحظت أنني أصرف شهرياً 23 دينار بالمتوسط على قناني المياه الصغيرة (أتعرق كثيراً) وهو رقم نوعاً ما صدمني وقتها لأنني لم أتوقع أن تكلفني تلك القنينة ذات النصف دينار كل هذه "الثروة" بمقاييس السيولة حالياً!! هذا جعلني أقوم بتعبئة قنينة كبيرة 6 لتر من محلات التحلية بربع دينار وتعبئة قنينتين صغيرتين في البيت وأخذهما معي.
في خلال أول شهرين من تغيير نظام "قناني المياه" وفرت مبلغ وقدره تقريباً 40 دينار أشتريت بها قنينة مياه Stainless Steel قابلة لإعادة الإستخدام وتبقى لي فائض! على الأقل ستكون حرارة المياه أبرد لفترة أطول الآن!
قد تبدو الأشياء الصغيرة التي نشتريها بشكل متقطع ومتباعد خلال اليوم رخيصة جداً ولا تكلف شيئاً لوحدها، لكن عند تطبيق بعض رياضيات الصف الثالث ننصدم بالواقع! نصرف كثيراً على أشياء لا حاجة فعلية لنا بها أو يتوفر بديل آخر ذو تكلفة أقل على المدى الطويل.
–
قد يكون أمر تسجيل المصروفات صعباً جداً في البداية، أحياناً كان ينتابني الكسل ولا أقوم بتسجيل بعض المشتريات الصغيرة مثل العلكة أو قناني المياه ولكن يجب عليك "الضغط على نفسك" قليلاً في البداية لتنجح في موضوع التوفير ومراقبة المصروفات.
فقد ساعدني البرنامج حقاً في توفير وإدخار بعض الأموال وقمت على سبيل التحفيز بوضع "الفائض" مقارنة بالشهر الماضي في "حصالة" للطوارئ وإذا دعت الحاجة لا قدر الله إلى تغير زيت السيارة ووصلت في مرة إلى 600 دينار، ما يعادل تقريباً 80% من دخلي الشهري!
–
أنصحك بتجربة البرنامج على حاسوبك والتطبيق على هاتفك، فعلى الأقل وقتها ستتمكن من إضافة المصروفات في وقتها ولا تنتظر العودة إلى المنزل والتي قد تكون في منتصف الليل مع الكثير من النعاس والإرهاق.
فالبرنامج يوفر لك قيود لمتابعة حسابك المصرفي والسيولة النقدية مما يمكنك من فصل المصروفات والمال الذي تملكه حالياً، وهو سهل الإستخدام ويمكنك التعود عليه في خلال 10 دقائق!
–
تحياتي لك.
Muaad Elsharif · 2018-08-31 at 08:56
شكرا جزيلا لك يا أنس على الرد المفصّل، سأطلع على البرنامج
Muaad Elsharif · 2018-09-15 at 10:28
الشكر لك على القراءة والتعليق الجميل، دمت بود وإبق بالقرب..
Anonymous · 2018-09-15 at 10:25
تدوينة مهمة جدا ، كلنا نحتاجها في حياتنا اليومية ..
الإقتصاد نصف المعيشة ، كما أن رفع الوعي بتصرفاتنا بواسطة تدوينها يحسن من جودة حياتنا بشكل عام ..
مراقبة مصروفاتنا لا يوفر فقط المال ، وإنما يؤكد ماقال الشاعر :
أن النفس راغبة إذا رغبتها ، وإذا ترد إلى قليل تقنع ..
التدوينة رائعة و مثرية يا أستاذ معاذ ، وزادها روعة وإثراءا التعليق الذي اضافه الأخ أنس ، والذي يؤكد ثقافة متابعينك
استمر ، مع دعواتنا لك بالتوفيق والتوفير
🙂
Comments are closed.