هذه السنة كانت قاسية للغاية، ارتفعت فيها أسعار كل شيء عدة أضعاف مع استمرار أزمة السيولة النقدية وثبات المرتبات “المجمدة” على حالها دون زيادة. بالإضافة إلى مشاكل الكهرباء المعتادة، والاشتباكات بين المجموعات المسلحة التي عطلت سير الحياة، وانهيار البنية التحتية، وغرق المدينة من أبسط هطول للأمطار. لذلك فإن محاولة الحياة والإنتاج وسط هذا العبث هو أمر صعب، صعب جدًا!!
صورة لمنطقة عمارات البحوث بتاجوراء وهي غارقة بماء اﻷمطار |
قرارات العام 2016
نهاية العام الماضي اتخذت حزمة من القرارات التي جاهدت لتنفيذها، يالها من عادة سيئة ومخيبة للآمال! لقد حققت أقل تقدم ممكن على أهدافي هذه ما أصابني بالإحباط.
هل الخطأ في حجم الأهداف المطروحة أم في عدم متابعتها بشكل سليم؟
أشياء جيدة قد حدثت
رغم كل شيء لم تكن هذه السنة سيئة تماما، فقد حدثت معي الكثير من الأمور الجيدة والحمد لله (التي وثقت معظمها على هذه المدونة) فمثلًا:
- عملي مع راديو الساعة كان تجربة غنية وممتعة، لم يعكر صفوها سوى الأزمة المالية – مجددًا أزمة السيولة – التي أدت لانفصال بالتراضي بيني وبين القناة، على آمل العمل مجددًا مع هذه القناة الراقية في المستقبل القريب.
- نمو مدونتي ووصولها لآفاق جديدة على المستوى العالمي والمحلي لعل من أبرزها تعرفي على السيدة أنجيليكا غوتش التي ترجمت عدة تدوينات كتبتها للألمانية، وكذلك مع تدوينات صادقة من العمق مثل تدوينة تجربتي في شركة شلمبرجير التي تلقاها الجمهور الليبي بشكل جيد جدًا!
- التدوينة التي تقرأها الآن تحمل الرقم 400 بعد عملية التنظيف الكبرى للتدوينات التي أجريتها العام الماضي.
- حللت ضيفًا على برنامج المدرب نور الدين الطياري (الكوتش)التلفزيوني والذي سيبث مطلع العام المقبل، وقد ذكرت ذلك في تدوينة منفصلة.
- قرأت 65 كتابًا هذه السنة (حسب موقع GoodReads) ليصل إجمالي الكتب التي قراءتها في حياتي إلى500 كتاب.
- قدت حملة كبيرة لإطلاق برنامج Free Download Manger على ليونكس، داخل المجموعات المتعلقة بنظام التشغيل على فيسبوك، وكذلك دونت لأول مرة على مدونة Itsfoss التي يتجاوز عدد قرائها اليومي مئات اﻵلاف! ووعد فريق التطوير بإطلاق نسخة منه قريبًا، لكن ليس معروفًا متى. – تحديث من 2019، إنه هنا!
- دونت 56 تدوينة هذه السنة، أكثر بأربع تدوينات من متوسط تدوينة كل أسبوع.
إجراءات تقشفية
- قاومت الرغبة الغبية والملحة في شراء هواتف قديمة بها لوحة مفاتيح Qwerty وبقيت أستعمل هاتف الأندرويد نفسه، كما قاومت الرغبة الأشد غباءًا وإلحاحًا في إتباع طرق غير مضمونة لتحديث نظام تشغيل الهاتف والتي ستؤدي به في النهاية إلى التلف (تعطل مني مرة لكن تداركته والحمد لله دون خسائر كبيرة).
هذه التحفة الهندسية تكلف راتب سنة واحدة فقط! |
- على سبيل تقليل النفقات إلى الحد الأدنى قمت بتخفيض سرعة خط الإنترنت من 2 ميغا بايت في الثانية إلى 1 ميغا بايت في الثانية دون تغيير كبير في السرعة! إما أن 1 ميغا سريعة أو أن 2 ميغا بطيئة!! وللأمانة فهذا التغيير يوفر قليلًا.
تغييرات في الحمية
- أصبحت أتناول كل شيء تطبخه والدتي (حفظها الله) وأنا الذي كنت متطلبًا جدًا في خيارات الأكل، السبب يرجع لغلاء الأسعار، فلم أعد أستطيع شراء وجبة سريعة في طريقي من المعهد إلى البيت عندما لا يناسبني الغداء، أو أن أتحمل رفاهية أن تطبخ لي والدتي كوبًا من الأرز مثلًا لأتناوله بدل الغداء الذي أعدته لسائر الأسرة.
- للأمانة بعض الوجبات التي كنت لا آكلها شهية جدًا وأنا نادم على عدم تناولها من قبل، لكن البعض الأخر لا يزال يسبب لي متاعب معوية، من قرأ تدوينة يوم الأربعاء قد يفهم أفضل ما أتحدث عنه..
- عرفت نمط شخصيتي وكيفية تنميتها بالسبيل الأمثل (أعلم أنك لا تؤمن بهذه النظرية يا جواد).
متابعات تويتر
قررت أنني لا أريد أن أستمر في رد متابعة الحسابات، بل قمت بإلغاء متابعة كل الحسابات التي تابعتها من قبل، ثم أعدت متابعة الحسابات التي أعرف أصحابها وأريد متابعتهم فعلًا. وهنا أمنح كامل الحرية لمن شاء أن يلغي متابعتي أن يفعل ذلك دون ملامة لأن التوجه الجديد سيكون النوعية لا الكمية.
لأنه وبعد التفكير في الأمر السبب الوحيد الذي دفعني للحصول على عدد متابعات كبير هو الترويج لمدونتي على موقع تويتر، وبما أن الرسائل التلقائية قد منعت ومتابعة الحسابات من عدمها لن تزيد من مشاهدات مدونتي، إذن الأفضل استغلال هذا الوقت والجهد (ورصيد الإنترنت) في شيء أخر مفيد!
- تمكنت من تطبيق تعاليمي ولم أعد أعاني من إدمان الفيسبوك، وتواجدي عليه لا يتعدى الإطلاع على مجموعات الأزمات مثل مجموعة المسار الأمن ومجموعة المصرف – ولولا الأوضاع الشاذة لما دخلت عليه أساسًا!!-.
أشياء ليست جيدة
من الطبيعي أن تحدث أمور سيئة، والحمد لله أن الأمور لم تسوء أكثر من ذلك، فعلى سبيل المثال:
-
- تعرض والدي لحادثة ودخوله المستشفى لإجراء عملية جراحية كان تجربة قاسية وذات وقع صعب على نفوسنا جميعًا، الحمد لله على سلامته.
أرجو منكم أن تدعوا لأبي بظاهر الغيب بالشفاء.
اللهم إشفه شفاء لا يغادر سقمًا.— Muaad Elsharif (@MuaadElsharif) February 23, 2017
- قررت أن أخلي سبيل بعض الأصدقاء القدامى الذين أضروا بي أكثر مما نفعوني، ورغم قدم المعرفة بيني وبينهم إلا أن بعضهم استنفذ فرص السماح كليًا، وداعًا صديقي وشكرا على كل شيء.
- أحدهمصار نصابًا دوليًا، الحمد لله أنني لم أعد صديقه!
- أيقنت أن عملي غير ملائم لي (سيأتي تفصيله في حينه). وللمفارقة فعملي كمعيد هو أكثر عمل استقريت فيه، فتجربتي القاسية في شلمبرجير على سبيل المثال لم تدم أكثر من ستة أشهر، وكذلك عملي في شركة القناة لم يدم طويلًا. آمل أن يكون عملي التالي أفضل..
- لم أتمكن من سحب أي مبلغ من حسابي المصرفي هذه السنة كذلك (أخر مرة سحبت فيها من المصرف كانت منذ سنتين تقريبًا) وعندما ظننت أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر فقد تم حرق مصرفي في ظروف غامضة!
مشاعر متناقضة انتابتني وأنا أشاهد هذه الصورة.. الحمد لله على خدمة بطاقة السحب الذاتي، وعلى التجار الذين يبيعون دون زيادة في الأسعار. لعل الحظ يحالفني العام المقبل وأتمكن من السحب!!
- مشاكل عاطفية لا مجال لذكرها في هذه المدونة (أم إنكم تحبون قراءة مثل هذه الأشياء؟) والتي أدى تراكمها بي لاتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن.
قرارات عام 2017
قررت التوقف عن اتخاذ قرارات للعام الجديد، لأنني أعرف نفسي جيدًا وسئمت من الإحباطات وخيبات الآمال المستمرة، لذلك قراري الوحيد للعام الجديد هو عدم اتخاذ أي قرارات للعام الجديد (ما رأيك في هذا التناقض؟) وهذا لا يمنعني من السعي الحثيث لتحقيق أهدافي وطموحاتي والوصول للمكان الذي أؤمن أنني أستحق أن أكون فيه في الحياة.
في الختام
من المحزن أن تكون أمنياتنا للعام الجديد هي عودة الأمور لما كانت عليه قبل خراب البلاد وتحول حالنا إلى هذا الحال المتردي!
أدعو الله أن يجعل يومنا خيرًا من أمسنا، وغدنا خيرًا من يومنا. وأن يكون العام الجديد عام خير وبركة على بلادنا ونهاية لأحزاننا ولملمة لجراحنا.
هل لديك أهداف تود تحقيقها هذا العام؟ هل حققت أي هدف حددته السنة الماضية؟ شاركني بذلك في قسم التعليقات في الأسفل.