أنا لست من مشاهدي التلفاز بشكل عام – هذه معلومة يعرفها قراء المدونة القدامى -، وتزداد جفوتي من هذا الجهاز في شهر رمضان المبارك. لكن المسلسل الذي أنا بصدد مراجعته هو استثناء نادر لهذه القاعدة..

مسلسل (التقاز)

هو مسلسل كرتوني ساخر من 15 حلقة بث على أثير قناة التناصح الفضائية، وأيضا على يوتيوب بعد عرض الحلقة بساعات. طول الحلقة في العادة لا يتعدى خمس دقائق، ويتم عرضه بعد آذان صلاة المغرب مباشرة.

يتابع هذا المسلسل التقليد الليبي في عرض مسلسل كارتوني مع الإفطار. دونت من قبل عن الحاج حمد وظاهرة الحجاج في الرسوم المتحركة الليبية.

قصة المسلسل

تدور أحداث المسلسل – الذي هو من وحي الخيال وغير مرتبط بالواقع تماما 😉 غمزة ساخرة – عن قرية المليون حافظ، التي ليس معلومًا مكانها على الخريطة.

وحول (الشخشير) – والتي تعني باللهجة الليبية جورب -. الذي يحاول السيطرة على القرية وسكانها بكل الطرق والوسائل. يساعده في ذلك لفيف من الشخصيات المضطربة وغير السوية:

كادر المسلسل

أحد هذه الشخصيات لص أغنام،  والآخر شارب خمر، وشاعر شعبي برتبة ناطق رسمي، وأبله عبيط! ..

وأيضا بعض الشخصيات الإقليمية التي لا يسميها صراحة، منها “طال عمره”، و”سعادة البيه”. وتجتمع هذه الشخصيات في إهانة (الشخشير) وإذلاله ووصفه بالبيدق!

أيضا هناك (التقاز)، وهو عراف يذهب إليه الأربعة لمعرفة أحداث المستقبل وكيف يمكن أن يساعدوا (الشخشير) في السيطرة على قرية المليون حافظ.

حوار المسلسل

المسلسل – من تأليف أسامة الرياني بالمناسبة – مليء بالتعليقات السياسية المباشرة، وغير المباشرة. وبعض القفشات و”الإفيهات” به مضحكة حقًا. مثل التركيز على هزيمة (الشخشير) في تشاد على يد الكوماندور (حسن جاموس). الذي يحتفظ (الشخشير) بصورة له على المكتب، كما أنه يزور أحلامه ويحذره من الهزائم والطواجين!

الطاجين هنا يقصد به المأزق أو المشكلة، وليست طبق البطاطس باللحم ..

إغراق في البساطة

تم نسيان بعض الأحداث وعدم التعليق عليها بصورة ملائمة، أو اختزالها بطريقة لا تتناسب مع فظاعتها. مثل تلغيم منازل الأمنين قبل اندحار القوات الغازية، أو المقابر الجماعية في (ترهونة).

وأحداث ساخرة يذكرها من تابع الحرب، مثل كمين الفراولة .. ليس لها ذكر في أحداث المسلسل على الإطلاق.

كما كان بودي أن يعرض أبان العدوان على (طرابلس)، وليس بعده بعامين .. لأنه كان ليكون أشد تأثيرًا، وأعمق وطأة على نفوس المعتدين.

التحريك والمونتاج

باستثناء المقدمة التي تهتز بشكل يشوش الرؤية، تحريك المسلسل ورسمه جيد جدًا، ويتفوق على كل الأعمال التي دونت عنها سابقًا.

كما أن الأداء الصوتي جاد ويحاكي الشخصيات محل السخرية.

تعقيب واجب

مثل هذه الأعمال الهدف منها التذكير بالجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، من قتل ونهب وتدمير. من السذاجة تصور مصالحة تحدث من غير القصاص للمجرمين، وجبر للضرر والتعويض المادي والمعنوي الملائم.

حتى ذلك الحين .. نحن بانتظار الموسم الثاني من مسلسل (التقاز).

في الختام

هل شاهدت المسلسل؟ ما رأيك فيه؟ شاركني برأيك في قسم التعليقات.

تعديل: لقد اطلع المؤلف على هذه المراجعة، ويمكن قراءة رده في هذه التدوينة.