عبر هذه المدونة عرضت الكثير من الصور التي تجسد بشاعة الحرب الأهلية. والآثار العميقة التي تخلفها. على الحجر والشجر. وعلى الإنسان.. وأخذت على عاتقي التجول في منطقتي التي مزقتها الحرب الأهلية وتوثيق صور الخراب والدمار بعدستي. ورواية قصتنا.صور الخراب والدمار بعدستي. ورواية قصتنا.

تحدثت عن الألغام التي زرعت في كل مكان.. الأرزاق التي نهبت ودمرت وخربت بغير حق. هذا ما تخلفه الحروب.

استرعتني هذه الصورة.. مكتوبة بخط سيء وغير واضح: حي السلام.

وأيضا هاتان الكلمتان مضروبتان بالرصاص إلى حد يصعب معه تمييز ما كتب. ولا أعلم إن كان هذا الحائط كغيره قد تلقى حصته من وابل الرصاص؟ أم أن أحدهم كان لديه حس مقيت بالدعابة وقرر تخصيص هذا الحائط برصاص خاص ليسخر من السلام وأمنية أهل الحي في عيشة أمنة لا تنغصها أصوات المدافع وأزيز الرصاص.

ملعونة هي الحرب. ملعون من يروج لها. ملعون من يحرض عليها. ملعون من يعتدي على الأمنين بغير حق.

أختتم هذه الخاطرة بأبيات للشاعر عمرو بن معدي يكرب يقول فيها:

“الحَرْبُ أوّلَ مَا تَكونُ فُتَيّة ً                         ****                      تَبْدُو بِزِينَتِهَا لِكُلّ جَهُولِ

حتى إذا حَمِيّتْ وَشُبّ ضِرَامُها                     ****                  عادتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ

شَمطاءُ جَزّتْ رَأسَها وَتَنَكّرَتْ                      ****                      مكروهة ً للشَّمِّ والتقبيلِ”