طلب الأخ (عامر حريري) – وهو مدون وقاص وكاتب قصص من سوريا الشقيقة، قلمه رشيق وأسلوبه راق – من المدونين أن يكتب كل منهم عن نفسه، عن أفكاره وما يدور بخلده. أستغل هذه التدوينة لتلبية طلب السيد (عامر)، وأتمنى أن تكون هذه التدوينة جوابًا شافيًا لمن يتساءل من هو (معاذ الشريف).
أليس هناك صفحة About me؟
في الواقع ليس هناك صفحة واحدة .. بل صفحتان! واحدة بالعربية، وأخرى بالإنجليزية! هل رأيت مثالًا لهذا الكرم الحاتمي؟
إنهما هناك تحويان نصًا عامًا، مثله مثل البايو -يمين المدونة – الذي كتبته باللغة الإنجليزية، وهو يركز على عدد التدوينات التي كتبتها، وعدد السنوات التي أمضيتها في التدوين. عشر في حال أنك تتساءل.
“قلبي أبيض وعيبي نزعل بسرعة”
هذا ما يقوله كل الشباب عندما يتعرفون على فتاة – أو هكذا أعتقد -. هي جملة ساخرة واعتراضية تجدها في صفحات الميمز والسخرية. لست كذلك على الإطلاق. لا أعتقد أن للقلوب ألوانًا، ولا أفرح سريعًا لأغضب سريعًا.
أنا شخص مزاجي الطباع، وهذه المزاجية تتسلل إلى كل جوانب حياتي، إلى الكتابة، وإلى العمل، وإلى كيفية تعاملي مع الناس، وتحملي للضغوط. وهي إحدى عيوبي التي لا أحب الاعتراف بها رغم صحتها.
كما أنني أتحمل نقد الآخرين، وآرائهم التي أحيانًا ما تكون غبية، أو غير منطقية تمامًا. السبب في ذلك عادة أنني لا أبالي بها، ولا تهمني لا من قريب، ولا من بعيد. في الحقيقة أعتقد أنه بإمكانهم لفها بشكل محكم ووضعها .. وأنت تعرف غالبًا ماذا سيحدث بعد ذلك!
كم مني يوجد هنا؟
يوجد مني هنا – على هذه المدونة – الشيء الكثير، أكثر أحيانًا مما أريد الاعتراف به. عندما أعود أحيانًا وأقرأ بمزاج القارئ – لا الكاتب – أستغرب في كمية البوح، والصراحة التي تمتعت بهما عندما هبدت تلك المفاتيح البائسة وطبعت ما كان يدور بخلدي في تلك اللحظة المباركة.
زر إعادة التشغيل
منذ عامين تعرضت لكارثة كلفتني كل شيء، ووجدت نفسي مضطرًا لبدء حياتي من الصفر. هذه المحن المتعاقبة علمتني الكثير عن نفسي، وعن طبيعة البشر، وعن الحياة بشكل عام. لكنها ليست من نوع الدروس الذي قد تتلقاه من مدرب تنمية بشرية يبتسم ابتسامة صفراء. أعتقد أنهم زمرة من المحتالين!
في حقيقة الأمر فأنا شخص تهمني عائلتي كثيرًا وإن كان أفرادها أحيانا يدفعونني للجنون، وأجتهد في أداء عملي مهما كان تافهًا – أو عظيمًا -. وأحب أن يتذكرني الناس بخير، مع أن هذا ليس صحيحًا في غالب الأمر.
لست الشخص الجيد في كل الروايات، في الواقع أنا فظيع في كثير من الأحوال. البعض سيصفني بالشخص السيئ تمامًا.
ماذا تعني السخرية بالنسبة لي؟
أنا شخص ساخر لأني أعتقد أن هذه الحياة لعينة، هي تريد من يحط من قيمتها، ويضعها في حجمها الحقيقي. حياة تافهة وبغيضة.
ربما تستطيع أن تقرأ نكاتي الساخرة بين السطور، وربما تعتقد أنني أتحدث بجدية. هذا الانطباع الذي يأخذه معظم من يتعرف علي حديثًا، أنني شخص رسمي الطباع، وجديّ للغاية.
الحياة على خط النار
أحتاج دومًا إلى خصم، إلى عدو أشحذ سيفي لملاقاته. كان إدارة المعهد عندما كنت رئيس تحرير (وأسرة التحرير بكاملها) لجريدة الجيلاطينة على سبيل المثال، لا الحصر.
وإجابة على السؤال المحوري: من هو معاذ الشريف؟
أنا نتاج كل شيء مررت به، ومر بي. والإجابة على كل الأسئلة التي تقض مضجعي، وتطرد الكرى من عيني. هذه الأسئلة التي أسمح ليراعي أن ينزف على هذه الصفحة ويجيب عليها إجابات مقتضبة قصيرة. لأن هذا ما أستطيع البوح به في هذه الأمسية الدافئة.