مرحبًا وأهلا بك عزيزي القارئ في عدد جديد من حديث الأربعاء، أستعرض فيه بعض الخواطر والأفكار، والقليل من هنا وهناك. لذا هلم دون تأخير لمطالعة هذا الحدث الجديد.
العدد الأربعين واطلالة العدد الواحد والأربعين!
بإستعارة بعض البروباقاندا القذافية، أحتفي بالعدد الأربعين لسلسلة حديث الأربعاء، واطلالة عددها الواحد والأربعين. بهذه المناسبة قمت بتغيير صورة فنجان القهوة لفنجان آخر.
الفصل بين الأقلام، والأقلام
لا أحب البتة إعارة الأقلام لأي أحد مهما بلغت معزته، والسبب في ذلك بسيط جدًا: معظم الناس التي تستعير الأقلام لا تعيدها. بل وتستنكر طلب إعادتها. رأيت بأم عيني “سيدة” تلقي قلم حبر على رجل مسن في أحد المصارف. فقط لأنه تجرأ وطلب منها أن تعيد القلم الذي استعارته منه لملء إحدى الاستمارات!َ!
ولشخص مثلي مهتم كثيرًا بالكتابة، وأدوات الكتابة. فعل مثل هذا هو خطيئة لا تغتفر.
لذلك أخذ معي إلى العمل أقلامًا بجودة أقل، حتى إن ضاعت أو “استعارها” أحدهم وتناسى أن يعيدها، لا أفقد الكثير..
اشتريت لابتوب لوالدي، ولهذا قصة مشوقة ..
بعد أن سرق لابتوب والدي دخلت على السوق المفتوح للبحث عن جهاز بديل، وعثرت على ضالتي في جهاز رخيص الثمن. تواصلت مع البائع وذهبت إليه في المحل لشراء الجهاز.
قمت بتجربة الجهاز وشراءه على الفور، ثم عدت به إلى البيت وقمت بتنصيب ويندوز مجددًا بعد تنظيفه. ثم وضعت به البيانات التي أنقذتها من الجهاز القديم.
في اليوم التالي ذهبت خارج مدينة طرابلس للعمل مع أحد الأصدقاء، وكان يومًا حارًا من أيام شهر أغسطس، شهدت فيه الشبكة الكهربائية انهيارا تامًا للطاقة – وهو أمر ليس مستغربًا -.
بعد عودتي من العمل وجدت عددًا كبيرًا من الرسائل تنتظرني، حيث أنني مشترك في خدمة الرسائل التي تعلمك عند عودتك للتغطية بالاتصالات التي فاتتك.
شعرت بالاستغراب واتصلت بالرقم، لأجد أنه الشخص الذي اشتريت منه اللابتوب بالأمس.
لامني الشخص على عدم الرد عليه، فوجدت هذا الأمر مستغربًا، ومستهجنًا. حيث أنه قال أنني أتهرب من مكالماته، ولا أريد الرد عليه!
شرحت له الوضع الكهربائي (حيث أنه ليس من مدينة طرابلس) وسألته ماذا يريد؟ فطلب مني أن أعود للمحل وأعيد اللابتوب الذي اشتريته، وسأجد نقودي تنتظرني!
إذا ظننت أن هذا الأمر غريب، فإليك ما هو أغرب!!
قال لي: أن اللابتوب ملك لأحد أصدقائه، والذي أخذه كرهن مقابل دين لأحد الناس، وقد قام بعرضه لديه في المحل لتأخر الشخص في السداد، والآن عاد الدائن وهو يريد جهازه!
أجبته ببساطة أنني لم أعلم بهذه القصة الحزينة، ولو كنت أعلم بها لما اشتريت الجهاز من أساسه. وأبلغته أن السوق عرض وطلب، وأنه إن أراد جهازه الآن فعليه دفع ضعف ما دفعته، أو أن يغرب عن وجهي ويكف عن الاتصال بي.
وهذا ما حدث تمامًا!
بدا لي الأمر ككذبة سيئة الحبك، ويبدو أن أحدهم عرض مبلغًا أكبر عليه فأراد استعادة الجهاز ليكسب أكثر. لذلك قمت بحرق كل الجسور وإعطائه جرعة يستحقها وزيادة.
أستطيع أن أضمن لك أنه لو ظهر عطل بالجهاز وحاولت إرجاعه، لأقفل الهاتف في وجهي بقوة، ولما رد علي مجددًا.
ظاهرة النصابين “الستيفجوبزيين”
شاهدت أكثر من وثائقي يحكي عن نصابين استطاعوا بالحيلة سرقة المليارات من أموال المستثمرين! منهم مجنون قام بتصنيع آلة للعصائر الجاهزة، وأخرى أصابها الهوس بستيف جوبز وتقمصته للنصب على الناس في مجال تحاليل الدم. وآخر قام بفبركة نموذج شاحنة تعمل بالهيدروجين لينصب على الناس في 34 مليار دولار!
ما يجمع كل هؤلاء النصابين أنهم وصفوا أنفسهم بأنهم (ستيف جوبز) المجال الفلاني، وأنهم يريدون إحداث ثورة في مجالهم.
المشكلة أن الناس تصدق هذا، وتدفع مليارات طائلة لكل نصاب يلبس مسوح (ستيف جوبز) اللعين!
رحلات السجل المدني
السجل المدني هو المكان الذي تستخرج منه ورقة الرقم الوطني (تحدثت عنها في تدوينة الجوازات)، وهو المكان الذي تبدأ منه كل المغامرات. لأن حتى شراء رغيف خبز في ليبيا يحتاج إلى رقم وطني – هذه بالطبع مبالغة -.
وجدت أنني أمضي الكثير من الوقت منتظرًا أن يتعطف الموظفون ويفتحوا باب السجل، بل إنني شهدت يوم تم توبيخهم من جهاز (انضباط الشرطة) لتركهم المواطنين في الشارع وهم يتناولون الإفطار بالداخل!
كما أن دوامهم هلامي وغير مفهوم: فالسبت عطلة، والخميس عمل داخلي. وقد تتوقف “المنظومة” في أي لحظة وتجد نفسك عائدًا بخفي حنين.
أيضًا هناك يوم الفرائض الشرعية، لا أذكر أي يوم هو لكنهم لا يقومون بأي شيء أثناء ذلك اليوم، ولا حتى طباعة رقم وطني!
الجلوس أمام السجل المدني يشكل فرصة لقراءة روائع الأدب العالمي، وشغل أوقات الانتظار بالقراءة.
في الختام
أشكر لكل السادة القراء الذين تركوا تعليقاتهم الطيبة لي ولأسرتي بالشفاء من الكورونا. ودعواتهم المخلصة لنا بظهر الغيب. وأطمئنكم أننا بحال أفضل ولله الحمد. جزاكم الله عنا كل خير.
ما رأيك في صورة الفنجان الجديد؟ هل لديك مغامرات مكوكية مع مصلحة حكومية؟
شاركني في قسم التعليقات، وشكرا لك على القراءة.